إعلان

أَخْبَطُ مِنْ عَشْوَاءَ

أَخْبَطُ مِنْ عَشْوَاءَ:

هي الناقة التي لا تُبْصِرُ بالليل، فهي تَطَأ كلَّ شيء، ويقال في مثل آخر "إنَّ أخا الخلاط أعشى بالليل" قالوا: الخِلاط القتالُ، وصاحب القتال بالليل لا يَدْرِي من يضرب.

أَخْبَطُ مِنْ حَاطِبِ لَيْلٍ

أَخْبَطُ مِنْ حَاطِبِ لَيْلٍ:

لأن الذي يحتطب ليلا يجمع كلَّ شيء مما يحتاج إليه وما لا يحتاج إليه، فلا يدري ما يجمع.

أخْرَقُ مِنْ نَاكِثَةِ غَزْلِها

أخْرَقُ مِنْ نَاكِثَةِ غَزْلِها:

ويقال: من ناقضة غَزْلها، وهي امرأة كانت من قريش يقال لها: أم رَيْطَة بنت كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة، وهي التي قيل فيها "خَرْقَاء وجَدَتْ صُوفاً" والتي قال الله عز وجل فيها {ولا تَكُونُوا كالتَّي نَقَضَتْ غَزْلَها من بعد قوّة أنكاثا} قال المفسرون: كانت هذه المرأة تغزل وتأمر جَوَاريَهَا أن يغزلن ثم تنقض وتأمرهن أن  ينقضن ما فتلن وأمررن، فضرب بها المثل في الْخُرْقِ.

أَخْطَبُ مِنْ سَحْبَانِ وَائِلٍ

أَخْطَبُ مِنْ سَحْبَانِ وَائِلٍ:

وهو رجل من باهلَةَ، وكان من خطبائها وشعرائها، وهو الذي يقول:


لَقَدْ عَلِمَ الحيُّ اليَمانُونَ أنَّنِي ...

             إذا قُلْتُ أَمَّا بَعْدُ أني خَطِيبُهَا

وهو الذي قال لطلحة الخُزَاعي:


يَا طَلْحُ أكْرَمَ مَنْ بِهَا ...

            حَسَباً وَأَعْطَاهُمْ لِتَالِدْ
مِنْكَ الْعَطَاُء فأَعْطِنِي ...

           وَعَلَيَّ مَدْحُكَ فِي المَشَاهِدْ

فقال له طلحة: احْتَكِمْ، فقال: بِرْذَوْنك الأشهب الوَرْد، وغلامك الخباز، وقصرك بزرنج (زرنج: قصبة سجستان) وعشرة آلاف، فقال له طلحة: أُفٍّ لم تسألني على قدري، وإنما سألتني على قدرك وقدر باهلة، ولو سألتَنِي كلَّ قصر لي وعبد ودابة لأعطيتك، ثم أمر له بما سأل ولم يزده عليه شيئاً، وقال: تاللَه ما رأيت مسألة مُحَكَّم ألأمَ من هذا.


وطلحة هذا: هو طَلْحَة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، وأما طلحة الطلحات الذي يقال له طلحة الخير وطلحة الفَيَّاض، فهو طلحة بن عُبَيْد الله التَّيْمي، من الصحابة، ومن المهاجرين الأولين، ومن العشرة المسمَّيْنَ للجنة، وكان يكنى أبا محمد، رضي اللَه عنه!.

خيْرُ الغَدَاءَ بَوَاكِرُهُ، وَخيرُ العَشَاءَ بَوَاصرُهُ

خيْرُ الغَدَاءَ بَوَاكِرُهُ، وَخيرُ العَشَاءَ بَوَاصرُهُ:

يعني ما يبصر فيه الطعام قبل هجوم الظلام.

خَبَّرَهُ بِأمْرِهِ بَلاًّ بَلاًّ

خَبَّرَهُ بِأمْرِهِ بَلاًّ بَلاًّ:

قال أبو عمرو: معناه باباً باباً، لم يكتمه من أمره شيئاً.

الْخَنِقُ يُخْرِجُ الْوَرِقَ

الْخَنِقُ يُخْرِجُ الْوَرِقَ:

يضرب للغريم المُلِحِّ يَستخرج دَيْنَه بملازمته.

خَلاَؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائكَ

خَلاَؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائكَ:
أقْنَى: أي ألزم، والمعنى أنك إذا خَلَوْتَ في منزلك كان أحْرَى أن تقني الحياء وتسلم من الناس، لأن الرجل إنما يَحْذَر ذهاب الحياء إذا واجَهَ خصما أو عارض شكلا، وإذا خلا في منزلِهِ لم يحتج إلى ذلك.


يضرب في ذم مخالطة الناس.

اخْتَلَطَ الْخَاثِرُ بالزُّبَّادِ

اخْتَلَطَ الْخَاثِرُ بالزُّبَّادِ:

الخاثر: ما خَثَر من اللبن، والزُّبَّاد: الزبد.


يضرب للقوم يَقَعُون في التخليط من أمرهم.

خَلاَ لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي

خَلاَ لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي:

أول من قال ذلك: طَرَفَة بن العبد الشاعر، وذلك أنه كان مع عمه في سَفَر وهو صبي، فنزلوا على ماء، فذهب طَرَفة بفُخَيخ له فنصبه للقَنَابر، وبقي عامةَ يومه فلم يَصِدْ شيئاً ثم حمل فخه ورجع إلى عمه وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يَلْقطْنَ ما نثر لهن من الحبِّ، فقال:


يا لك من قنبَرَةٍ بمَعْمَرِ ...

      خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي

وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي ...

      قَدْ رَحَلَ الصيادُ عنك فابْشِرِي

وَرُفِعَ الفَخُّ فمَاذَا تَحْذَرِي ...

      لا بُدَّ من صيدك يوماُ فاصْبِرِي

يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبها.

خَالِفْ تذْكَرْ

خَالِفْ تذْكَرْ:

قال المفضل بن سلمة: أول من قال ذلك الحُطَيئة، وكان ورَد الكوفة فلقي رجلا فقال: دُلَّني على أفتى المصر نائلا، قال: عليك بعُتَيْبَةَ بن النَّهَاس العِجْلي، فمضى نحو داره. فصادفه، فقال: أنت عتيبة؟ قال: لا، قال: فأنت عَتَّاب؟ قال: لا، قال: إن اسمك لشَبِيه بذلك، قال: أنا عتيبة فمن أنت؟ قال: أنا جَرْوَل، قال: ومن جَرْوَل؟ قال: أبو مُلَيكة، قال: والله ما ازْدَدْت إلا عَمًى، قال: أنا الحُطَيئة، قال: مرحَباً بك، قال الحطيئة: فحدِّثْنِي عن أشعر الناس مَنْ هو، قال: أنت، قال الحطيئة: خالِفْ تُذْكَرْ، بل أشعر مني الذي يقول:


ومَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ من دون عِرْضِهِ ...

              يَفِرْهُ، ومَنْ لا يَتَّقِ الشتمَ يُشْتَمِ

ومن يَكُ ذا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفَضْلِهِ ...

              على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذْمَمِ

قال: صدقت، فما حاجتك؟ قال: ثيابك هذه فإنها قد أعجبتني، وكان عليه مُطْرَف خزوجبة خز وعمامة خز. فدعا بثيابٍ فلبسها ودفع ثيابه إليه، ثم قال له: ما حاجتك أيضاً؟ قال: مِيرَةُ أهلي من حَبٍّ وتمر وكسوة، فدعا عَوْناً له فأمره أن يَمِيرَهم وأن يكسو أهله، فقال الحطيئة: العَوْدُ أَحْمَدُ ثم خرج من عنده وهو يقول:


سُئِلْتَ فلم تَبْخَلْ ولَمْ تُعْطِ طَائِلاً ...

              فسِيَّانِ لا ذَمٌّ عَلَيْكَ ولا حَمْدُ

خُذْهُ وَلَوْ بِقُرْطَيْ مَارِيَة

خُذْهُ وَلَوْ بِقُرْطَيْ مَارِيَة:

هي مارية بنت ظالم بن وَهْب، وأختُها هِنْد الهُنُود امرأة حُجْرٍ آكِلِ المُرَار الكندي، قال أبو عبيد: هي أم ولد جَفْنَة، قال حسان:


أولاَدُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أبيهمُ ...

              قَبْرِ ابن مارِيَةَ الْكْرِيمِ الْمُفْضِلِ

يقال: إنها أهدت إلى الكعبة قُرْطَيْها وعليهما دُرَّتان كبيضَتَي حمام لم ير الناسُ مثلهما، ولم يدروا ما قيمتهما.


يضرب في الشيء الثّمين، أي لا يفوتَنَّكَ بأي ثمن يكون.

خُذْ منْ جِذْعٍ مَا أعْطَاكَ

خُذْ منْ جِذْعٍ مَا أعْطَاكَ:

جِذْعٌ: اسم رجل يقال له جِذْع بن عَمْرو الغَسَّاني، وكانت غَسَّانُ تؤدِّي كلَّ سنة إلى ملك سَليح دينارين من كل رجل، وكان الذي يَلِي ذلك سَبْطَة بن المنذر السَّليحي، فجاء سَبْطة إلى جِذْع يسأله الدينارين، فدخل جذع منزلَه ثم خرج مشتملا على سيفه، فضرب به سَبْطة حتى بَرَد، ثم قال: خُذْ من جِذْع ما أعطاك، وامتنعت غَسَّان من هذه الإتاوة بعد ذلك.

يضرب في اغتنام ما يجود به البخيل.

أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ

أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ:
 
هو ذو الوَدَعَات، واسمه يزيد بن ثَرْوَان أحدُ بني قيس بن ثعلبة، وبلغ من حُمْقه أنه ضلَّ له بَعير، فجعل ينادي: مَنْ وجَد بعيري فهو له، فقيل له: فلم تَنْشُده؟ قال: فأين حلاوة الوجْدَان!؟


ومن حُمْقه أنه اختصمت الطّفاَوَة وبنو رَاسِب إلى عرباض في رجل ادَّعَاه هؤلاء وهؤلاء، فقالت الطفاوة: هذا من عرافتنا، وقالت بنو راسب: بل هو من عرافتنا، ثم قالوا: رضِينَا بأولِ من يطلع علينا، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم هَبَنَّقة، فلما رأوه قالوا: إنَّا لِلَّه! مَنْ طلع علينا؟ فلما دنا قَصُّوا عليه قصتهم، فقال هبنقة: الحُكْمُ عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة فيُلْقَى فيه، فإن كان راسبيا رسَب فيه، وإن كان طفاويا طَفَا، فقال الرجل: لا أريد أن أكون من أحد هذين الحيين، ولا حاجة لي بالديوان.


ومن حُمْقه أنه جعل في عُنُقه قِلادة من وَدَع وعِظامٍ وخَزَف، وهو ذو لحية طويلة، فسُئِل عن ذلك، فقال: لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل، فبات ذات ليلة وأخَذَ أخوه قلادتَه فتقلَّدها، فلما أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا؟.


ومن حُمْقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السِّمَان في العشب ويُنَحِّى المهازيلَ، فقيل له: ويحك! ما تَصْنَع؟ قال: لا أفسد ما أصلحه الله، ولا أصلح ما أفسده.

أحْمَقُ مِنْ عِجْلٍ

أحْمَقُ مِنْ عِجْلٍ:
 
هو عِجْل بن لُجَيْم بن صَعْب بن علي ابن بكر بن وائل.


قال حمزة: هو أيضاً من الحَمْقَى المنجبين، وذلك أنه قيل له: ما سميتَ فرسك؟ فقام ففقأ عينه وقال: سميته الأعور، وفيه يقول جرثومة العنزى:


رَمَتْنِي بنو عجل بداء أبيهمُ ... 

          وأيُّ امرئ في الناس أحْمَقُ من عِجْل؟
أَلَيْسَ أبوهم عَارَ عَيْنَ جَوَادِه ...

          فصارَتْ به الأمثال تُضَربُ في الجهل

أَحْسِنْ وأَنْتَ مُعانٌ

أَحْسِنْ وأَنْتَ مُعانٌ:
 
يعني أن المحسن لا يخذله الله ولا الناس.

الحَرْبُ مَأْيَمَةٌ

الحَرْبُ مَأْيَمَةٌ:
 
أي يُقْتَل فيها الأزواج فتبقى النساء أيامى لا أزواج لهن.

حِسّاً وَلاَ أَنِيسَ

حِسّاً وَلاَ أَنِيسَ:
 
أي مواعيد ولا إنجاز، مثل قولهم "جَعْجَعَة ولا أرى طِحْناً أي أسمع حسا. والحِسُّ والحسيس: الصوتُ الخفي.

الحَازِم مَنْ مَلَكَ جِدُّهُ هَزْلَه

الحَازِم مَنْ مَلَكَ جِدُّهُ هَزْلَه:
 
يضرب في ذم الهزل واستعماله.

حَرُّ الشَّمْسِ يُلْجِئُ إِلىَ مَجْلِسِ سُوءٍ

حَرُّ الشَّمْسِ يُلْجِئُ إِلىَ مَجْلِسِ سُوءٍ:
 
يضرب عند الرضا بالدنيء الحقير، وبالنزول في مكان لا يَلِيق بك.

حَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلاَ حَرَج

حَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلاَ حَرَج:
 
يَعْنُونَ مَعْنَ بن زائدة بن عبد الله الشيباني، وكان من أَجْواد العرب.

الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ

الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ:
 
يعني أن الحق واضح، يقال: صُبْح أَبْلَج، أي مُشْرِق.

والباطل لجلج: أي مُلْتَبِس، قال المبرد: قوله لجلج أي يَتَرَدَّد فيه صاحبُه ولا يصيب منه مخرجاً.

حَالَ صَبُوحُهُمْ دُونَ غَبُوقِهِمْ

حَالَ صَبُوحُهُمْ دُونَ غَبُوقِهِمْ:
 
يضرب للأمر يسعى فيه، فلا ينقطع ولا يتم.

احْفَظْ ما فِي الوِعَاءِ بِشَدِّ الوِكاءِ

احْفَظْ ما فِي الوِعَاءِ بِشَدِّ الوِكاءِ:
 
يضرب في الحث على أخذ الأمر بالحزم.

حَبِيبٌ جَاء عَلَى فاقَةٍ

حَبِيبٌ جَاء عَلَى فاقَةٍ:
 
يضرب للشيء يأتيك على حاجة منك إليه ومُوَافقة.

الْحَزْمُ حِفْظُ ما كُلِّفْتَ، وَتَرْكَ ما كُفِيتَ

الْحَزْمُ حِفْظُ ما كُلِّفْتَ، وَتَرْكَ ما كُفِيتَ:
 
هذا من كلام أكْثَمَ بن صيفي، وقريب من هذا قوله صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

حَوَّلَهَا مِنْ عَجُزٍ إِلَي غَارِبٍ

حَوَّلَهَا مِنْ عَجُزٍ إِلَي غَارِبٍ:
 
قال أبو زيد: إنما يقال هذا إذا أردْتَ أن تطلبَ إلى رجلٍ حاجةً أو تخصُّه بخير، فصرفت ذلك إلى أخيه أو أبيه أو ابنه أو قريب له.

أَحَادِيثُ طَسْمٍ وَأَحْلاَمُها

أَحَادِيثُ طَسْمٍ وَأَحْلاَمُها:
 
يضرب لمن يخبرك بما لا أَصْلَ له.

احْتَرِسْ مِنَ العَيْنِ

احْتَرِسْ مِنَ العَيْنِ فَوَالَلّهِ لَهِي أنَمُّ عَلَيْكَ مِنَ اللِّسانِ:
 
قاله خالد بن صَفْوَان، قال الشاعر:


لا جَزَى الله دَمْعَ عينيَ خَيْراً ... 

                 بل جَزَى الله كُلَّ خَيْرٍ لِسَانِي
نَمَّ طَرْفِي فليس يَكْتُم شيئا ... 

                 وَوَجَدْتُ اللسانَ ذا كتمانِ
كنْتُ مثلَ الكِتابِ أخْفَاهُ طَيٌّ ...

                 فاستدَلُّوا عليه بالعُنْوَانِ

حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِ وَلَوْ فِي الحَرِيق

حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِ وَلَوْ فِي الحَرِيق:
 
يضرب في الحثِّ على رعاية العهد.

حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ

حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ:
 
وهذا لا يكون، لأن السهم لا يَرْجع على فُوقه أبدا، إنما يمضي قُدُماً.


يضرب لما يستحيل كونُه.

حَمْداً إِذَا اسْتَغْنَيْتَ كَانَ أَكَرَمَ

حَمْداً إِذَا اسْتَغْنَيْتَ كَانَ أَكَرَمَ:
 
يعني إذا سألتَ إنساناً شيئا فبذَله لك واستغنيت فاحمدهُ، واشكر له، فإن حَمْدَك إياه أقربُ إلى الدليل على كرمك.

أحَبُّ أَهْلِ الكَلْبِ إِلَيْهِ خانِقُهُ

أحَبُّ أَهْلِ الكَلْبِ إِلَيْهِ خانِقُهُ:
 
يضرب للئيم، أي إذا أذْلَلْتَه يُكْرِمك وإن أكرمته تمرَّدَ.

احْمِلِ العَبْدَ عَلَى فَرَسٍ

احْمِلِ العَبْدَ عَلَى فَرَسٍ، فإِنْ هَلَكَ هَلَكَ وإِنْ عَاشَ فَلَكَ:
 
يضرب هذا لكل ما هَانَ عليك أن تخاطر به.

حَمِيمُ الَمْرءِ وَاصِلُهُ

حَمِيمُ الَمْرءِ وَاصِلُهُ:

يقال: إن أول مَنْ قال ذلك الخنابس ابن المقنع، وكان سيداً في زمانه، وإن رجلا من قومه يقال له كلاب بن فارع، وكان في غنم له يَحْمِيها، فوقَع فيها لَيْث ضارٍ، وجعل يحطمها، فَانْبَرَى كلاب يَذُبُّ عنها، فحمل عليه الأسدُ فخبطَه بمخالبه خبطة، فانكَبَّ كلاب وجَثَم عليه الأسد، فوافق ذلك من حاله رجلان: الخنابر بن مرة، وآخر يقال له حَوْشَب، وكان الخنابر حميمَ كلاب، فاستغاث بهما كلاب، فحاد عنه قريبُه وخَذَله، وأعانه حَوْشَب فحمل على الأسد وهو يقول:


أعَنْتُهُ إذْ خَذَلَ الخنابِرُ ... 

                وقَدْ عَلاَه مُكْفَهِرٌّ خَادِرُ
هرامس جَهْمٌ لَهُ زَمَاجِرُ ...

                وَنَابه حَرْداً عليه كَاشِرُ
ابْرُزْ فإنِّي ذو حُسَام حَاسِرُ ...

                إني بهذَا إنْ قتلت ثابر

فعارضه الأسدُ وأمكن سيفَه من حِضْنَيْهِ، فمر بين الأضلاع والكتفين، فخرَّ صريعا، وقام كلاب إلى حوشب وقال: أنت حَمِيمي دون الخنابر، وانطلق كلاب بحَوْشب حتى أتى قومه وهو آخذ بيد حَوْشب يقول: هذا حميمي دون الخنابر، ثم هلك كلاب بعد ذلك، فاختصم الخنابر وحَوْشَب في تركته، فقال حَوْشَب: أنا حميمه وقريبه، فلقد خذلتَه ونصرتُه، وقطعتَه ووصلتهُ، وصَمِمْتُ عنه وأجَبْتُه، واحتكَما إلى الخنابس فقال: وما كان من نُصْرَتك إياه؟ فقال:


أجَبْتُ كِلاَباً حينَ عَرّد إلْفُه ... 

           وخَلاَّه مَكْبُوباً عَلَى الوَجْهِ خنْبَرُ
فلمَّا دعاني مُسْتغيثا أجَبْتُه ...

           عليه عَبُوس مكفَهِرٌّ غَضَنْفَرُ
مَشَيْتُ إليه مَشْىَ ذي العِز إذْ غَدَا ...

           وأقْبَلَ مختالَ الْخُطَا يَتَبَخْتَرُ
فلمَّا دنا من غَرْب سَيْفِي حَبَوْتُه ...

           بأبْيَضَ مَصْقُولِ الطَّرَائِقِ يَزْهَرُ
فقطَّعَ ما بَيْنَ الضُّلُوعِ وحِضْنُهُ ...

           إلى حضْنِهِ الثَّاني صَفِيحٌ مُذَكَّرُ
فخَرَّ صَرِيعاً فِي التراب مُعَفَّراً ...

           وقَدْ زَارَ منه الأرْضَ أنفٌ وَمِشْفَرُ

فشهد القومُ أن الرجل قال: هذا حميمي دون الخنابر، فقال الخنابس عند ذلك: حميمُ المرء وَاصِلهُ، وقضى لحَوْشَب بتركته، وسارت كلمته مثلا.

حانِيَةٌ مُخْتَضِبَةٌ

حانِيَةٌ مُخْتَضِبَةٌ:
 
وذلك أن امرأة مات زوجُها ولها ولد، فزعمت أنها تحنو على ولدها ولا تتزوج، وكانت في ذلك تَخْضِبُ يديها، فقيل لها هذا القول.


تضربه لمن يَريبُكَ أمرُه.

حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة

حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة:
 
الحِرَّة: مأخوذة من الحرارة، وهي العطش، والقِرَّة: البرد، ويقال: كسر الحرة لمكان القرة، قالوا: وأشد العَطَش ما يكون في يوم بارد.


يضرب لمن يُضْمِرُ حِقْدا وغَيْظا ويُظْهر مُخَالصة.

حبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ

حبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ:
 
أي يُخْفي عليك مساويه، ويُصِمُّكَ عن سماع العذل فيه.

حَبْلَكِ عَلَى غَارِبِكِ

حَبْلَكِ عَلَى غَارِبِكِ:
 
الغاربُ: أعلى السَّنام، وهذا كناية عن الطلاق، أي اذْهَبي حيثُ شئت، وأصله أن الناقة إذا رَعَتْ وعليها الخِطامُ ألقى على غاربها، لأنها إذا رأت الخِطامَ لم يَهْنئها شيءٌ.

حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ

حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ:
 
أي اكْتَفِ بالقليل من الكثير.

حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ

حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ:
 
أي أُعْرِضُ عن الخَنَا بحلمي، وإن سمعته بأذني.

احْلُبْ حَلَباً لَكَ شَطْرُهُ

احْلُبْ حَلَباً لَكَ شَطْرُهُ:
 
يضرب في الحثِّ على الطَّلَب والمساواة في المطلوب.

حَلَبْتُهَا بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ

حَلَبْتُهَا بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ:
 
أي أخذتها بالقوة إذ لم يتأتَّ بالرفق.

حَيَّاكَ مَنْ خَلاَ فُوهُ

حَيَّاكَ مَنْ خَلاَ فُوهُ:
 
أي نحن في شغل عنك، وأصله أن رجلا كان يأكل، فمرَّ به آخَرُ فحَيَّاه بتحية فلم يقدر على الإجابة، فقال هذه المقالة.


يضرب في قلة عناية الرجل بشأن صاحبه.

حَالَ الْجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ

حَالَ الْجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ:
 
الجَرِيض: الغُصَّة، من الْجَرَضِ وهو الريق يُغَصّ به، يقال: جَرِض بريقه تَجْرَضُ، وهو أن يبتلع ريقَه على هم وحزن، يقال: مات فلان جَرِيضا، أي مغموما. والقَرِيض: الشِّعْرُ، وأصله جِرَّةُ البعيرِ. وحال: مَنَع.


يضرب للأمر يقدر عليه أخيراً حين لا ينفع.


وأصل المثل أن رجلا كان له ابن نَبَغ في الشعر، فنهاه أبوه عن ذلك، فجاش به صَدْرُه، ومَرِض حتى أشرف على الهلاك فأذِن له أبوه في قول الشعر، فقال هذا القول.

حَرِّكْ لَهَا حُوَارَهَا تَحِنُّ


حَرِّكْ لَهَا حُوَارَهَا تَحِنُّ:
 
الحُوَار: ولدُ الناقة، والجمع القليل أحْوِرَة، والكثير حُوَران وحِيرَان، ولا يزال حُوَارا حتى يُفْصَل، فإذا فُصِل عن أمه فهو فَصِيل.


ومعنى المثل ذكِّرْهُ بعض أشجانه يَهِج له وهذا المثل قاله عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد أن يستنصر أهلَ الشام.