إعلان

هما كفرسي رهان


هما كفرسي رهان

يضرب للاثنين إلى غاية يستبقان فيستويان.

وهذا التشبيه يقع في الابتداء لا في الانتهاء، لأن النهاية تجلي عن سبق أحدهما لا محالة.

هو عندي باليمين


هو عندي باليمين

أي بالمنزلة الشريفة. ويقال في ضده:


هو عندي بالشمال

أي بالمنزلة الخسيسة.

هذه يدي لك


هذه يدي لك

كلمة يقولها المنقاد الخاضع. أي، أنا بين يديك فاصنع بي ما شئت.

أوسع القوم ثوباً


أوسع القوم ثوباً

أي أكثرهم معروفاً وأطولهم يداً. كما يقال عمرو طويل الرداء، إذا كان سخياً.

وافق شن طبقة


وافق شن طبقة

كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم، يقال له " شَن " فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها. فبينما هو في بعض مسير إذا وافقه رجل في الطريق فسأله شن: أين تريد؟ فقال: موضع كذا، يريد القرية التي يقصدها شن، فوافقه حتى أخذا في مسيرهما قال له شن: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت عن شن، وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرع قد استحصد، فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا؟ فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك، ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟ فسكت عنه شن فأراد مفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصبر به إلى منزله؛ فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها طبقة، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه، فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل.

أما قوله " أتحملني أم أحملك " فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا.
وأما قوله " أترى هذا الزرع أكل أم لا " فأراد، هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا.
وأما قوله في الجنازة فأراد، هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا. 

فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ قال: نعم فسره. قال شن: ما هذا من كلامك، فأخبرني عن صاحبه. قال: ابنة لي. فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله، فلما رأوها قالوا: رافق شن طبقة فذهبت مثلاً. 

يضرب المثل للمتوافقَين. 


أنسب من دغفل


أنسب من دغفل

هو رجل من بني ذهل بن ثعلبة بن عكابة، كان أعلم أهل زمانه بالأنساب. زعموا أن معاوية سأله عن أشياء فخبره بها فقال: بم علمت؟ قال: بلسان سؤول وقلب عقول، على أن للعلم آفة وإضاعة ونكداً واستجاعة: فآفته النسيان، وإضاعته أن تحدث به من ليس من أهله، ونكده الكذب فيه، واستجاعته أن صاحبه منهوم لا يشبع. 

نابِلٌ وابن نابل


نابِلٌ وابن نابل

أي حاذق وابن حاذق. وأصله من الحذق بالنبالة، وهي صناعة النبل. 

نقت ضفادع بطنه


نقت ضفادع بطنه

يضرب لمن جاع. ومثله صاحت عصافير بطنه.

الناس أخياف


الناس أخياف

أي مختلفون. والأخيف، الذي اختلفت عيناه فتكون إحداهما سوداء والأخرى زرقاء. والخيف، جمع أخيف وخيفاء. والأخياف جمع الخيف أو الخيف الذي هو المصدر، وهو اختلاف العينين. والتقدير، الناس أولو أخياف. أي اختلافات، وإن كان المصادر لا تثنى ولا تجمع، ولكنها إذا اختلفت أنواعها جمعت، كالأشغال والعلوم. يضرب في اختلاف الأخلاق.

نحن بواد عيشه ضروس

نحن بواد عيشه ضروس

الضرس: المطرة القليلة. قال الأصمعي: يقال، وقعت في الأرض ضروس من مطر، إذا وقعت فيها قطع متفرقة. يضرب لمن يقل خيره وإن وقع لم يعم.

يا من عارض النعامة بالمصاحف


يا من عارض النعامة بالمصاحف

أصل هذا أن قوماً من العرب لم يكونوا رأوا النعامة، فلما رأوها ظنوها داهية فأخرجوا المصحف فقالوا: بيننا وبينك كتاب الله لا تهلكينا.

يوم من حبيبٍ قليلٌ


يوم من حبيبٍ قليلٌ

يضرب في استقلال الشيء والازدياد منه.

يأتيك بالأمر من فصه


يأتيك بالأمر من فصه

أي يأتيك بالأمر من مفصله. مأخوذ من فصوص العظام. وهي مفاصلها. واحدها فص. قال عبد الله بن جعفر:
ورب امرئ تزدريه العيون ...

                 ويأتيك بالأمر من فصه

يضرب للواقف على الحقائق.

يمنع دره ودر غيره

يمنع دره ودر غيره

يضرب للبخيل يمنع ماله ويأمر غيره بالمنع. قال أبو عمرو: وذلك أن ناقة وطئت ولدها فمات، وكان له ظئر معها فمنعت درها ودر غيرها.

يحث وهو الآخِر

يحث وهو الآخِر:

يضرب لمن يستعجلك وهو أبطأ منك.

يوهي الأديم ولا يرقع

يوهي الأديم ولا يرقع

يضرب لمن يفسد ولا يصلح.

يذهب يوم الغيم ولا يشعر به


يذهب يوم الغيم ولا يشعر به

قال أبو عبيد: يضرب للساهي عن حاجته حتى تفوته.

يشج ويأسو


يشج ويأسو

يضرب لمن يصيب في التدبير مرة ويخطئ مرة. قال الشاعر:


إني لأكثر مما سمتني عجباً ...

           يد تشج وأخرى منك تأسوني

يا إبلي عودي إلى مبركك


يا إبلي عودي إلى مبركك

ويقال: إلى مباركك. يقال لمن نفر من شيء له فيه خير. قال أبو عمرو: وذلك أن رجلاً عقر ناقة فنفرت الإبل فقال: عودي فإن هذا لك ما عشت. يضرب لمن ينفر من شيء لا بد له منه.

يعتل بالإعسار وكان في اليسار مانعاً


يعتل بالإعسار وكان في اليسار مانعاً

يضرب للبخيل طبعاً يعتل بالعسر.

يا للأفيكة، يا للبهيتة، يا للعضيهة


يا للأفيكة
هي فعيلة من الأفك، وهو الكذب. وكذلك:


يا للبهيتة
وهي البهتان. وكذلك:


يا للعضيهة
مثلهما في المعنى. يضرب عند المقابلة يرمى صاحبها بالكذب. واللام في كلها للتعجب. وهي مفتوحة فإذا كسرت فهي للاستغاثة.

يا ماء لو بغيرك غصصت

يا ماء لو بغيرك غصصت

يضرب لمن دهي من حيث ينتظر الخلاص والمعونة

يا بعضي دع بعضا

يا بعضي دع بعضاً

قال أبو عبيد: قال ابن الكلبي: أول من قاله زرارة بن عدس التميمي. وذلك أن ابنته كانت امرأة سويد بن ربيعة ولها منه تسعة بنين، وإن سويداً قتل أخاً لعمرو بن هند الملك وهو صغير، ثم هرب فلم يقدر عليه ابن هند، فأرسل إلى زرارة فقال: إئتني بولده من ابنتك، فجاء بهم فأمر عمرو بن هند بقتلهم، فتعلقوا بجدهم زرارة، فقال: يا بعضي دع بعضاً. فذهبت مثلاً. يضرب في تعاطف ذوي الأرحام. وأراد بقوله " يا بعضي " أنهم أجزاء ابنته، وابنته جزء منه. وأراد بقوله " بعضاً " نفسه. أي دعوا بعضاً مما أشرف على الهلاك. يعني أنه معرض لمثل حالهم.

إن يبغ عليك قومك لا يبغ القمر


إن يبغ عليك قومك لا يبغ القمر:

يضرب مثلا للرجل يدعي تلبيساً في الامر المشهور.

وأصله أن رجلين تخاطرا على غروب القمر وطلوع الشمس صبيحة ثلاث عشرة؛ أيهما يسبق صاحبه، وكان بحضرتهما قوم مالوا إلى أحدهما، فقال الاخر: تبغون علي! فقيل له: إن يبغ عليك قومك لا يبغ القمر، فصار مثلا؛ أي هو يغيب لوقته لا يحابي أحداً؛ فليس لشكواك معنى.

أفرخ القوم بيضتهم


أفرخ القوم بيضتهم:

يضرب مثلا للامر ينكشف بعد خفائه.

وأصله خروج الفرخ من البيضة، وظهوره منها بعد كمونه فيها. ومثله قولهم: بدا نجيث القوم أي ظهر ما أسروه.
وسميت البيضة بيضةً لانها تجمع ما فيها. وبيضة القوم مجتمعهم.

لا يقوم به إلا ابن إحداها


لا يقوم به إلا ابن إحداها:

إلا ابن أحدى الدواهى، يريد الداهى من الرجال، يضرب للأمر الذي لا يضطلع به إلا ذو الأرب والدهاء.

لا يُصطلى بناره


لا يُصطلى بناره:

المعنى أنه يهاب فلا تقرب ناحيته عدو حتى يصطلى بناره، قال: 

أنا الذي لا يصطلى بناره ...

              ولا ينام الجار من سعاره

أي من جوعه يعنى لا ينام جاره جائعاً، يضرب للباسل الممتنع.

لا يذهب العرف بين الله والناس


لا يذهب العرف بين الله والناس:

من قول الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ...

           لا يذهب العرف بين الله والناس

يضرب في الحث على الجود.

لا تهرف بما لا تعرف


لا تهرف بما لا تعرف:

ويروى: قبل أن تعرف، أي لا تهذ بالبثناء على الشىء قبل الخبرة

كندمانَي جذيمة


كندمانَي جذيمة:

كان جذيمة الوضاح الملك يربأ بنفسه من أن ينادم أحداً وكان يقول: أنا أعظم من أن أنادم إلا الفرقدين، فكان يشرب كأساً ويصب لهما كأسين حتى فقد ابن أخته عمرو بن عدي صاحب الطوق فوجده مالك وعقيل رجلان من بلقين، فلما قدما به عليه حكمها فاختارا منادمته ما عاش وعاشا، ويقال: إنهما اصطحبا منادمته أربعين سنة، يضرب في أخوين طال تصاحبهما، قال متمم بن نويرة:

وكنا كندمانَيْ جذيمة حقبة ...

            من الدهر حتى قيل لن نتصدعا
فلما تفرقنا كأنى ومالكاً ...

            لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

كمجير ام عامرٍ


كمجير ام عامرٍ:

 طرد قوم ضبعاً حتى ألجؤوها إلى خيمة أعرابى فأجارها فنازعوه فقالوا: صيدنا وطريدتنا، فقال: كلا، والذي نفسي بيده! لا تصلون إليها ماثبت قائم سيفي بيدي! فتركوه فقرب إليها لبناً فأقبلت تلغ فيه حتى شبعت فانه لنائم في جوف بيته فوثبت عليه فبقرت بطنه وذهبت. فأخذ ابن عم له قوسه وكنانته فلم يزل في طلبها حتى قتلها وأنشأ يقول:

ومن يصنع المعروف في غير أهله ...

                   يجازى الذي لاقى مجير أم عامر
أدام لها حين استجارت بقربه ...

                   لها محض ألبان اللقاح الدرائر
وأسمنها حتى إذا ما تكاملت ...

                  فَرَتْهُ بأنياب لها واظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ...

                 بدا يصنع المعروف مع غير شاكر

يضرب لمصطنع المعروف إلى غير أهله.

كلب طواف خير من أسد رابض


كلب طواف خير من أسد رابض:

 يضرب في تفضيل الضعيف إذا تصرف في المكسب على القوى إذا تقاعس.

كسؤر العبد من لحم الحوار


كسؤر العبد من لحم الحوار:

أي كبقيته، يضرب للحقير التافه.

كركبتي البعير


كركبتي البعير:

يضرب للمتساويين، ويروى: كركبتي العنز، وذلك أن ركبتيهما تقعان معاً إذا أرادت تربض.

أَخْبَطُ مِنْ عَشْوَاءَ

أَخْبَطُ مِنْ عَشْوَاءَ:

هي الناقة التي لا تُبْصِرُ بالليل، فهي تَطَأ كلَّ شيء، ويقال في مثل آخر "إنَّ أخا الخلاط أعشى بالليل" قالوا: الخِلاط القتالُ، وصاحب القتال بالليل لا يَدْرِي من يضرب.

أَخْبَطُ مِنْ حَاطِبِ لَيْلٍ

أَخْبَطُ مِنْ حَاطِبِ لَيْلٍ:

لأن الذي يحتطب ليلا يجمع كلَّ شيء مما يحتاج إليه وما لا يحتاج إليه، فلا يدري ما يجمع.

أخْرَقُ مِنْ نَاكِثَةِ غَزْلِها

أخْرَقُ مِنْ نَاكِثَةِ غَزْلِها:

ويقال: من ناقضة غَزْلها، وهي امرأة كانت من قريش يقال لها: أم رَيْطَة بنت كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة، وهي التي قيل فيها "خَرْقَاء وجَدَتْ صُوفاً" والتي قال الله عز وجل فيها {ولا تَكُونُوا كالتَّي نَقَضَتْ غَزْلَها من بعد قوّة أنكاثا} قال المفسرون: كانت هذه المرأة تغزل وتأمر جَوَاريَهَا أن يغزلن ثم تنقض وتأمرهن أن  ينقضن ما فتلن وأمررن، فضرب بها المثل في الْخُرْقِ.

أَخْطَبُ مِنْ سَحْبَانِ وَائِلٍ

أَخْطَبُ مِنْ سَحْبَانِ وَائِلٍ:

وهو رجل من باهلَةَ، وكان من خطبائها وشعرائها، وهو الذي يقول:


لَقَدْ عَلِمَ الحيُّ اليَمانُونَ أنَّنِي ...

             إذا قُلْتُ أَمَّا بَعْدُ أني خَطِيبُهَا

وهو الذي قال لطلحة الخُزَاعي:


يَا طَلْحُ أكْرَمَ مَنْ بِهَا ...

            حَسَباً وَأَعْطَاهُمْ لِتَالِدْ
مِنْكَ الْعَطَاُء فأَعْطِنِي ...

           وَعَلَيَّ مَدْحُكَ فِي المَشَاهِدْ

فقال له طلحة: احْتَكِمْ، فقال: بِرْذَوْنك الأشهب الوَرْد، وغلامك الخباز، وقصرك بزرنج (زرنج: قصبة سجستان) وعشرة آلاف، فقال له طلحة: أُفٍّ لم تسألني على قدري، وإنما سألتني على قدرك وقدر باهلة، ولو سألتَنِي كلَّ قصر لي وعبد ودابة لأعطيتك، ثم أمر له بما سأل ولم يزده عليه شيئاً، وقال: تاللَه ما رأيت مسألة مُحَكَّم ألأمَ من هذا.


وطلحة هذا: هو طَلْحَة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، وأما طلحة الطلحات الذي يقال له طلحة الخير وطلحة الفَيَّاض، فهو طلحة بن عُبَيْد الله التَّيْمي، من الصحابة، ومن المهاجرين الأولين، ومن العشرة المسمَّيْنَ للجنة، وكان يكنى أبا محمد، رضي اللَه عنه!.

خيْرُ الغَدَاءَ بَوَاكِرُهُ، وَخيرُ العَشَاءَ بَوَاصرُهُ

خيْرُ الغَدَاءَ بَوَاكِرُهُ، وَخيرُ العَشَاءَ بَوَاصرُهُ:

يعني ما يبصر فيه الطعام قبل هجوم الظلام.

خَبَّرَهُ بِأمْرِهِ بَلاًّ بَلاًّ

خَبَّرَهُ بِأمْرِهِ بَلاًّ بَلاًّ:

قال أبو عمرو: معناه باباً باباً، لم يكتمه من أمره شيئاً.

الْخَنِقُ يُخْرِجُ الْوَرِقَ

الْخَنِقُ يُخْرِجُ الْوَرِقَ:

يضرب للغريم المُلِحِّ يَستخرج دَيْنَه بملازمته.

خَلاَؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائكَ

خَلاَؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائكَ:
أقْنَى: أي ألزم، والمعنى أنك إذا خَلَوْتَ في منزلك كان أحْرَى أن تقني الحياء وتسلم من الناس، لأن الرجل إنما يَحْذَر ذهاب الحياء إذا واجَهَ خصما أو عارض شكلا، وإذا خلا في منزلِهِ لم يحتج إلى ذلك.


يضرب في ذم مخالطة الناس.

اخْتَلَطَ الْخَاثِرُ بالزُّبَّادِ

اخْتَلَطَ الْخَاثِرُ بالزُّبَّادِ:

الخاثر: ما خَثَر من اللبن، والزُّبَّاد: الزبد.


يضرب للقوم يَقَعُون في التخليط من أمرهم.

خَلاَ لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي

خَلاَ لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي:

أول من قال ذلك: طَرَفَة بن العبد الشاعر، وذلك أنه كان مع عمه في سَفَر وهو صبي، فنزلوا على ماء، فذهب طَرَفة بفُخَيخ له فنصبه للقَنَابر، وبقي عامةَ يومه فلم يَصِدْ شيئاً ثم حمل فخه ورجع إلى عمه وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يَلْقطْنَ ما نثر لهن من الحبِّ، فقال:


يا لك من قنبَرَةٍ بمَعْمَرِ ...

      خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي

وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي ...

      قَدْ رَحَلَ الصيادُ عنك فابْشِرِي

وَرُفِعَ الفَخُّ فمَاذَا تَحْذَرِي ...

      لا بُدَّ من صيدك يوماُ فاصْبِرِي

يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبها.

خَالِفْ تذْكَرْ

خَالِفْ تذْكَرْ:

قال المفضل بن سلمة: أول من قال ذلك الحُطَيئة، وكان ورَد الكوفة فلقي رجلا فقال: دُلَّني على أفتى المصر نائلا، قال: عليك بعُتَيْبَةَ بن النَّهَاس العِجْلي، فمضى نحو داره. فصادفه، فقال: أنت عتيبة؟ قال: لا، قال: فأنت عَتَّاب؟ قال: لا، قال: إن اسمك لشَبِيه بذلك، قال: أنا عتيبة فمن أنت؟ قال: أنا جَرْوَل، قال: ومن جَرْوَل؟ قال: أبو مُلَيكة، قال: والله ما ازْدَدْت إلا عَمًى، قال: أنا الحُطَيئة، قال: مرحَباً بك، قال الحطيئة: فحدِّثْنِي عن أشعر الناس مَنْ هو، قال: أنت، قال الحطيئة: خالِفْ تُذْكَرْ، بل أشعر مني الذي يقول:


ومَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ من دون عِرْضِهِ ...

              يَفِرْهُ، ومَنْ لا يَتَّقِ الشتمَ يُشْتَمِ

ومن يَكُ ذا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفَضْلِهِ ...

              على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذْمَمِ

قال: صدقت، فما حاجتك؟ قال: ثيابك هذه فإنها قد أعجبتني، وكان عليه مُطْرَف خزوجبة خز وعمامة خز. فدعا بثيابٍ فلبسها ودفع ثيابه إليه، ثم قال له: ما حاجتك أيضاً؟ قال: مِيرَةُ أهلي من حَبٍّ وتمر وكسوة، فدعا عَوْناً له فأمره أن يَمِيرَهم وأن يكسو أهله، فقال الحطيئة: العَوْدُ أَحْمَدُ ثم خرج من عنده وهو يقول:


سُئِلْتَ فلم تَبْخَلْ ولَمْ تُعْطِ طَائِلاً ...

              فسِيَّانِ لا ذَمٌّ عَلَيْكَ ولا حَمْدُ

خُذْهُ وَلَوْ بِقُرْطَيْ مَارِيَة

خُذْهُ وَلَوْ بِقُرْطَيْ مَارِيَة:

هي مارية بنت ظالم بن وَهْب، وأختُها هِنْد الهُنُود امرأة حُجْرٍ آكِلِ المُرَار الكندي، قال أبو عبيد: هي أم ولد جَفْنَة، قال حسان:


أولاَدُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أبيهمُ ...

              قَبْرِ ابن مارِيَةَ الْكْرِيمِ الْمُفْضِلِ

يقال: إنها أهدت إلى الكعبة قُرْطَيْها وعليهما دُرَّتان كبيضَتَي حمام لم ير الناسُ مثلهما، ولم يدروا ما قيمتهما.


يضرب في الشيء الثّمين، أي لا يفوتَنَّكَ بأي ثمن يكون.

خُذْ منْ جِذْعٍ مَا أعْطَاكَ

خُذْ منْ جِذْعٍ مَا أعْطَاكَ:

جِذْعٌ: اسم رجل يقال له جِذْع بن عَمْرو الغَسَّاني، وكانت غَسَّانُ تؤدِّي كلَّ سنة إلى ملك سَليح دينارين من كل رجل، وكان الذي يَلِي ذلك سَبْطَة بن المنذر السَّليحي، فجاء سَبْطة إلى جِذْع يسأله الدينارين، فدخل جذع منزلَه ثم خرج مشتملا على سيفه، فضرب به سَبْطة حتى بَرَد، ثم قال: خُذْ من جِذْع ما أعطاك، وامتنعت غَسَّان من هذه الإتاوة بعد ذلك.

يضرب في اغتنام ما يجود به البخيل.

أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ

أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ:
 
هو ذو الوَدَعَات، واسمه يزيد بن ثَرْوَان أحدُ بني قيس بن ثعلبة، وبلغ من حُمْقه أنه ضلَّ له بَعير، فجعل ينادي: مَنْ وجَد بعيري فهو له، فقيل له: فلم تَنْشُده؟ قال: فأين حلاوة الوجْدَان!؟


ومن حُمْقه أنه اختصمت الطّفاَوَة وبنو رَاسِب إلى عرباض في رجل ادَّعَاه هؤلاء وهؤلاء، فقالت الطفاوة: هذا من عرافتنا، وقالت بنو راسب: بل هو من عرافتنا، ثم قالوا: رضِينَا بأولِ من يطلع علينا، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم هَبَنَّقة، فلما رأوه قالوا: إنَّا لِلَّه! مَنْ طلع علينا؟ فلما دنا قَصُّوا عليه قصتهم، فقال هبنقة: الحُكْمُ عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة فيُلْقَى فيه، فإن كان راسبيا رسَب فيه، وإن كان طفاويا طَفَا، فقال الرجل: لا أريد أن أكون من أحد هذين الحيين، ولا حاجة لي بالديوان.


ومن حُمْقه أنه جعل في عُنُقه قِلادة من وَدَع وعِظامٍ وخَزَف، وهو ذو لحية طويلة، فسُئِل عن ذلك، فقال: لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل، فبات ذات ليلة وأخَذَ أخوه قلادتَه فتقلَّدها، فلما أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا؟.


ومن حُمْقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السِّمَان في العشب ويُنَحِّى المهازيلَ، فقيل له: ويحك! ما تَصْنَع؟ قال: لا أفسد ما أصلحه الله، ولا أصلح ما أفسده.

أحْمَقُ مِنْ عِجْلٍ

أحْمَقُ مِنْ عِجْلٍ:
 
هو عِجْل بن لُجَيْم بن صَعْب بن علي ابن بكر بن وائل.


قال حمزة: هو أيضاً من الحَمْقَى المنجبين، وذلك أنه قيل له: ما سميتَ فرسك؟ فقام ففقأ عينه وقال: سميته الأعور، وفيه يقول جرثومة العنزى:


رَمَتْنِي بنو عجل بداء أبيهمُ ... 

          وأيُّ امرئ في الناس أحْمَقُ من عِجْل؟
أَلَيْسَ أبوهم عَارَ عَيْنَ جَوَادِه ...

          فصارَتْ به الأمثال تُضَربُ في الجهل

أَحْسِنْ وأَنْتَ مُعانٌ

أَحْسِنْ وأَنْتَ مُعانٌ:
 
يعني أن المحسن لا يخذله الله ولا الناس.

الحَرْبُ مَأْيَمَةٌ

الحَرْبُ مَأْيَمَةٌ:
 
أي يُقْتَل فيها الأزواج فتبقى النساء أيامى لا أزواج لهن.

حِسّاً وَلاَ أَنِيسَ

حِسّاً وَلاَ أَنِيسَ:
 
أي مواعيد ولا إنجاز، مثل قولهم "جَعْجَعَة ولا أرى طِحْناً أي أسمع حسا. والحِسُّ والحسيس: الصوتُ الخفي.

الحَازِم مَنْ مَلَكَ جِدُّهُ هَزْلَه

الحَازِم مَنْ مَلَكَ جِدُّهُ هَزْلَه:
 
يضرب في ذم الهزل واستعماله.

حَرُّ الشَّمْسِ يُلْجِئُ إِلىَ مَجْلِسِ سُوءٍ

حَرُّ الشَّمْسِ يُلْجِئُ إِلىَ مَجْلِسِ سُوءٍ:
 
يضرب عند الرضا بالدنيء الحقير، وبالنزول في مكان لا يَلِيق بك.

حَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلاَ حَرَج

حَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلاَ حَرَج:
 
يَعْنُونَ مَعْنَ بن زائدة بن عبد الله الشيباني، وكان من أَجْواد العرب.

الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ

الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ:
 
يعني أن الحق واضح، يقال: صُبْح أَبْلَج، أي مُشْرِق.

والباطل لجلج: أي مُلْتَبِس، قال المبرد: قوله لجلج أي يَتَرَدَّد فيه صاحبُه ولا يصيب منه مخرجاً.

حَالَ صَبُوحُهُمْ دُونَ غَبُوقِهِمْ

حَالَ صَبُوحُهُمْ دُونَ غَبُوقِهِمْ:
 
يضرب للأمر يسعى فيه، فلا ينقطع ولا يتم.

احْفَظْ ما فِي الوِعَاءِ بِشَدِّ الوِكاءِ

احْفَظْ ما فِي الوِعَاءِ بِشَدِّ الوِكاءِ:
 
يضرب في الحث على أخذ الأمر بالحزم.

حَبِيبٌ جَاء عَلَى فاقَةٍ

حَبِيبٌ جَاء عَلَى فاقَةٍ:
 
يضرب للشيء يأتيك على حاجة منك إليه ومُوَافقة.

الْحَزْمُ حِفْظُ ما كُلِّفْتَ، وَتَرْكَ ما كُفِيتَ

الْحَزْمُ حِفْظُ ما كُلِّفْتَ، وَتَرْكَ ما كُفِيتَ:
 
هذا من كلام أكْثَمَ بن صيفي، وقريب من هذا قوله صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

حَوَّلَهَا مِنْ عَجُزٍ إِلَي غَارِبٍ

حَوَّلَهَا مِنْ عَجُزٍ إِلَي غَارِبٍ:
 
قال أبو زيد: إنما يقال هذا إذا أردْتَ أن تطلبَ إلى رجلٍ حاجةً أو تخصُّه بخير، فصرفت ذلك إلى أخيه أو أبيه أو ابنه أو قريب له.

أَحَادِيثُ طَسْمٍ وَأَحْلاَمُها

أَحَادِيثُ طَسْمٍ وَأَحْلاَمُها:
 
يضرب لمن يخبرك بما لا أَصْلَ له.

احْتَرِسْ مِنَ العَيْنِ

احْتَرِسْ مِنَ العَيْنِ فَوَالَلّهِ لَهِي أنَمُّ عَلَيْكَ مِنَ اللِّسانِ:
 
قاله خالد بن صَفْوَان، قال الشاعر:


لا جَزَى الله دَمْعَ عينيَ خَيْراً ... 

                 بل جَزَى الله كُلَّ خَيْرٍ لِسَانِي
نَمَّ طَرْفِي فليس يَكْتُم شيئا ... 

                 وَوَجَدْتُ اللسانَ ذا كتمانِ
كنْتُ مثلَ الكِتابِ أخْفَاهُ طَيٌّ ...

                 فاستدَلُّوا عليه بالعُنْوَانِ

حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِ وَلَوْ فِي الحَرِيق

حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِ وَلَوْ فِي الحَرِيق:
 
يضرب في الحثِّ على رعاية العهد.

حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ

حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ:
 
وهذا لا يكون، لأن السهم لا يَرْجع على فُوقه أبدا، إنما يمضي قُدُماً.


يضرب لما يستحيل كونُه.

حَمْداً إِذَا اسْتَغْنَيْتَ كَانَ أَكَرَمَ

حَمْداً إِذَا اسْتَغْنَيْتَ كَانَ أَكَرَمَ:
 
يعني إذا سألتَ إنساناً شيئا فبذَله لك واستغنيت فاحمدهُ، واشكر له، فإن حَمْدَك إياه أقربُ إلى الدليل على كرمك.

أحَبُّ أَهْلِ الكَلْبِ إِلَيْهِ خانِقُهُ

أحَبُّ أَهْلِ الكَلْبِ إِلَيْهِ خانِقُهُ:
 
يضرب للئيم، أي إذا أذْلَلْتَه يُكْرِمك وإن أكرمته تمرَّدَ.

احْمِلِ العَبْدَ عَلَى فَرَسٍ

احْمِلِ العَبْدَ عَلَى فَرَسٍ، فإِنْ هَلَكَ هَلَكَ وإِنْ عَاشَ فَلَكَ:
 
يضرب هذا لكل ما هَانَ عليك أن تخاطر به.

حَمِيمُ الَمْرءِ وَاصِلُهُ

حَمِيمُ الَمْرءِ وَاصِلُهُ:

يقال: إن أول مَنْ قال ذلك الخنابس ابن المقنع، وكان سيداً في زمانه، وإن رجلا من قومه يقال له كلاب بن فارع، وكان في غنم له يَحْمِيها، فوقَع فيها لَيْث ضارٍ، وجعل يحطمها، فَانْبَرَى كلاب يَذُبُّ عنها، فحمل عليه الأسدُ فخبطَه بمخالبه خبطة، فانكَبَّ كلاب وجَثَم عليه الأسد، فوافق ذلك من حاله رجلان: الخنابر بن مرة، وآخر يقال له حَوْشَب، وكان الخنابر حميمَ كلاب، فاستغاث بهما كلاب، فحاد عنه قريبُه وخَذَله، وأعانه حَوْشَب فحمل على الأسد وهو يقول:


أعَنْتُهُ إذْ خَذَلَ الخنابِرُ ... 

                وقَدْ عَلاَه مُكْفَهِرٌّ خَادِرُ
هرامس جَهْمٌ لَهُ زَمَاجِرُ ...

                وَنَابه حَرْداً عليه كَاشِرُ
ابْرُزْ فإنِّي ذو حُسَام حَاسِرُ ...

                إني بهذَا إنْ قتلت ثابر

فعارضه الأسدُ وأمكن سيفَه من حِضْنَيْهِ، فمر بين الأضلاع والكتفين، فخرَّ صريعا، وقام كلاب إلى حوشب وقال: أنت حَمِيمي دون الخنابر، وانطلق كلاب بحَوْشب حتى أتى قومه وهو آخذ بيد حَوْشب يقول: هذا حميمي دون الخنابر، ثم هلك كلاب بعد ذلك، فاختصم الخنابر وحَوْشَب في تركته، فقال حَوْشَب: أنا حميمه وقريبه، فلقد خذلتَه ونصرتُه، وقطعتَه ووصلتهُ، وصَمِمْتُ عنه وأجَبْتُه، واحتكَما إلى الخنابس فقال: وما كان من نُصْرَتك إياه؟ فقال:


أجَبْتُ كِلاَباً حينَ عَرّد إلْفُه ... 

           وخَلاَّه مَكْبُوباً عَلَى الوَجْهِ خنْبَرُ
فلمَّا دعاني مُسْتغيثا أجَبْتُه ...

           عليه عَبُوس مكفَهِرٌّ غَضَنْفَرُ
مَشَيْتُ إليه مَشْىَ ذي العِز إذْ غَدَا ...

           وأقْبَلَ مختالَ الْخُطَا يَتَبَخْتَرُ
فلمَّا دنا من غَرْب سَيْفِي حَبَوْتُه ...

           بأبْيَضَ مَصْقُولِ الطَّرَائِقِ يَزْهَرُ
فقطَّعَ ما بَيْنَ الضُّلُوعِ وحِضْنُهُ ...

           إلى حضْنِهِ الثَّاني صَفِيحٌ مُذَكَّرُ
فخَرَّ صَرِيعاً فِي التراب مُعَفَّراً ...

           وقَدْ زَارَ منه الأرْضَ أنفٌ وَمِشْفَرُ

فشهد القومُ أن الرجل قال: هذا حميمي دون الخنابر، فقال الخنابس عند ذلك: حميمُ المرء وَاصِلهُ، وقضى لحَوْشَب بتركته، وسارت كلمته مثلا.

حانِيَةٌ مُخْتَضِبَةٌ

حانِيَةٌ مُخْتَضِبَةٌ:
 
وذلك أن امرأة مات زوجُها ولها ولد، فزعمت أنها تحنو على ولدها ولا تتزوج، وكانت في ذلك تَخْضِبُ يديها، فقيل لها هذا القول.


تضربه لمن يَريبُكَ أمرُه.

حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة

حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة:
 
الحِرَّة: مأخوذة من الحرارة، وهي العطش، والقِرَّة: البرد، ويقال: كسر الحرة لمكان القرة، قالوا: وأشد العَطَش ما يكون في يوم بارد.


يضرب لمن يُضْمِرُ حِقْدا وغَيْظا ويُظْهر مُخَالصة.

حبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ

حبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ:
 
أي يُخْفي عليك مساويه، ويُصِمُّكَ عن سماع العذل فيه.

حَبْلَكِ عَلَى غَارِبِكِ

حَبْلَكِ عَلَى غَارِبِكِ:
 
الغاربُ: أعلى السَّنام، وهذا كناية عن الطلاق، أي اذْهَبي حيثُ شئت، وأصله أن الناقة إذا رَعَتْ وعليها الخِطامُ ألقى على غاربها، لأنها إذا رأت الخِطامَ لم يَهْنئها شيءٌ.

حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ

حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ:
 
أي اكْتَفِ بالقليل من الكثير.

حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ

حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ:
 
أي أُعْرِضُ عن الخَنَا بحلمي، وإن سمعته بأذني.

احْلُبْ حَلَباً لَكَ شَطْرُهُ

احْلُبْ حَلَباً لَكَ شَطْرُهُ:
 
يضرب في الحثِّ على الطَّلَب والمساواة في المطلوب.

حَلَبْتُهَا بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ

حَلَبْتُهَا بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ:
 
أي أخذتها بالقوة إذ لم يتأتَّ بالرفق.

حَيَّاكَ مَنْ خَلاَ فُوهُ

حَيَّاكَ مَنْ خَلاَ فُوهُ:
 
أي نحن في شغل عنك، وأصله أن رجلا كان يأكل، فمرَّ به آخَرُ فحَيَّاه بتحية فلم يقدر على الإجابة، فقال هذه المقالة.


يضرب في قلة عناية الرجل بشأن صاحبه.

حَالَ الْجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ

حَالَ الْجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ:
 
الجَرِيض: الغُصَّة، من الْجَرَضِ وهو الريق يُغَصّ به، يقال: جَرِض بريقه تَجْرَضُ، وهو أن يبتلع ريقَه على هم وحزن، يقال: مات فلان جَرِيضا، أي مغموما. والقَرِيض: الشِّعْرُ، وأصله جِرَّةُ البعيرِ. وحال: مَنَع.


يضرب للأمر يقدر عليه أخيراً حين لا ينفع.


وأصل المثل أن رجلا كان له ابن نَبَغ في الشعر، فنهاه أبوه عن ذلك، فجاش به صَدْرُه، ومَرِض حتى أشرف على الهلاك فأذِن له أبوه في قول الشعر، فقال هذا القول.

حَرِّكْ لَهَا حُوَارَهَا تَحِنُّ


حَرِّكْ لَهَا حُوَارَهَا تَحِنُّ:
 
الحُوَار: ولدُ الناقة، والجمع القليل أحْوِرَة، والكثير حُوَران وحِيرَان، ولا يزال حُوَارا حتى يُفْصَل، فإذا فُصِل عن أمه فهو فَصِيل.


ومعنى المثل ذكِّرْهُ بعض أشجانه يَهِج له وهذا المثل قاله عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد أن يستنصر أهلَ الشام.

أَجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ

أَجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ:

هذا مثل من أمثال أهل مكة، وذو العِمامةَ: سعيد بن العاص بن أمية، وكان في الجاهلية إذا لبس عمامةً لا يلبس قرشيٌّ عمامة على لَوْنها، وإذا خرج لم تبق امرأة إلا بَرَزَتْ للنظر إليه من جماله، ولما أفْضَتِ الخلافة إلى عبد الملك بن مروان خطب بنتَ سعيد هذا إلى أخيها عَمْرو بن سعيد الأشدق، فأجابه عمرو بقوله:


فَتَاةٌ أبوها ذو العِمَامة، وابنُهُ ...

                        أخوها، فما أكْفَاُؤها بكثير

وزعم بعض أصحاب المعاني أن هذا اللقب إنما لزم سعيدَ بن العاص كنايةً عن السيادة، قال: وذلك لأن العرب تقول "فلان مُعَمَّم" يريدون أن كل جناية يجنيها من تلك القبيلة والعشيرة فهي مَعْصُوبة برأسه، فإلى مثل هذا المعنى ذهبوا في تسميتهم سعيد بن العاص ذا العصابة وذا العمامة.

أَجْوَدُ مِنْ حَاتِمٍ

أَجْوَدُ مِنْ حَاتِمٍ:

هو حاتم بن عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَج، كان جواداً شجاعاً شاعراً مُظَفراً، إذا قاتل غَلَب، وإذا غنم نهب، وإذا سُئل وهب، وإذا ضَرَب بالقِداح سَبَق، وإذا أسَرَ أطلق، وإذا أثْرى أنفق، وكان أقسم بالله لا يقتل واحدَ أمه.


ومن حديثه أنه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة ناداه أسيرٌ لهم: يا أبا سَفَّانة، أكَلَنِي الإسار والقمل، فقال: ويحك! ما أنا في بلاد قومي، وما معي شيء وقد أسَأْتَنِي إذ نَوَّهْتَ باسمي ومالَكَ مَتْرَك، ثم ساوم به العَنَزِيين، واشتراه منهم، فخلاَّه وأقام مكانه في قِدِّه حتى أتى بفدائه، فأدَّاه إليهم.


ومن حديثه أن ماويَّةَ امرأةَ حاتم حدَّثت أن الناس أصابتهم سَنَة فأذهبت الخُفَّ والظلف، فبتنا ذاتَ لَيلةٍ بأشدِّ الجوع، فأخذ حاتم عديًّا وأخذْتُ سفَّانة فعلَّلْنَاهما حتى ناما، ثم أخذ يُعَللني بالحديث لأنام، فرققت له لما به من الجَهْد، فأمسكت عن كلامه لينام ويظن أني نائمة، فقال لي: أنِمْتِ؟ مراراً، فلم أجبه، فسكت ونظر من وراء الخِباء فإذا شيء قد أقبل فرفَع رأسَه، فإذا امرأة تقول: يا أبا سَفَّانة أتيتُكَ من عند صِبْية جِياع، فقال: أحضريني صبيانَكِ فوالله لأشْبِعَنَّهم، قالت: فقمتُ مُسْرِعة، فقلت: بماذا يا حاتم؟ فوالله ما نام صِبْيَانك من الجوع إلا بالتعليل، فقام إلى فَرَسه فذبَحه، ثم أجَّجَ نارا ودفع إليها شَفْرة، وقال: اشْتَوِي وكُلِي وأطْعِمِي ولدك، وقال لي: أيْقِظِي صبيتَكَ، فأيقظتهما ثم قال: والله إن هذا للؤم أنْ تأكُلُوا وأهلُ الصِّرْمِ (الصرم - بالكسر - جماعة البيوت) حالُهم كحالكم، فجعل يأتي الصِّرْمِ بيتا بيتا ويقول: عليكم النار، فاجتمعوا وأكلوا، وتَقَنَّع بكسائه وقَعَد ناحيةً حتى لم يوجد من الفرس على الأرض قليل ولا كثير، ولم يَذُقْ منه شيئاً.

أَجْرَأُ مِنْ ذُبَابٍ

أَجْرَأُ مِنْ ذُبَابٍ.

وذلك أنه يقع على أنفِ الملك، وعلى جفن الأسد، وهو مع ذلك يُذْادُ فيعود.

جَرْجَرَ لَمَّا عَضَّهُ الكَلُّوب

جَرْجَرَ لَمَّا عَضَّهُ الكَلُّوب:

الجَرْجَرَة: الصوت، والكَلُّوب: مثل الكُلاَّب وهو المِهْمَاز يكون في خُفِّ الرائِضِ يَنْخَسُ به جنبَ الدابة، وهذا مثل قولهم (دَرْدَبَ لما عَضَّهُ الثَّقَاف).


يضرب لمن ذل وخضع بعدما عز وامتنع.

جَلِيفُ أَرْضٍ مَاؤُهُ مَسُوسُ

جَلِيفُ أَرْضٍ مَاؤُهُ مَسُوسُ:

الجَلِيفُ من الأرض: الذي جَلَفَتْه السنَةُ، أي أخَذَتُ ما عليها من النبات، والمَسُوس: الماء العذب المَذَاقِ المريء في الدواب.


يضرب لمن حَسُنَتْ أخلاقه وقَلَّتْ ذاتُ يده.

جَاءَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ

جَاءَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ:

الفَرِيصَة: لُحْمة بين الثَّدْي ومرجع الكَتفِ، وهما فريصتان، إذا فزع الرجلُ أو الدابة أرْعِدَتَا منه.


يضرب للجَبَان يَفْزَع من كل شيء.

جَذَّ اللهُ دَابِرَهُمْ

جَذَّ اللهُ دَابِرَهُمْ:

أي استأصلهم وقطع بقيتهم، يعني كل من يخلفهم ويدبرهم، وقال:


آل المهلب جَذَّ الله دَابِرَهُمْ ...

                  أمْسَوْا رَمَاداً فلا أصْلٌ وَلاَ طَرَفُ

أي لا أصل ولا فرع.

جَفَّ حِجْرُكِ وطابَ نَشْرُكِ، أَكلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً

جَفَّ حِجْرُكِ وطابَ نَشْرُكِ، أَكلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً:

قال يونس بن حَبيب: كان من حديث هذين المثلين أن امرأة زَارَتْها بنتُ أخيها وبنت أختها، فأحسنت تزويرهما، فلما كان عند رجوعهما قالت لابنة أخيها: جفَّ حِجْرُكِ وطاب نَشْرُكِ، فسُرَّتِ الجارية بما قالت لها عمتها، وقالت لابنة أختها: أكَلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً، فوجدت بذلك الصبية وشق عليها ما قالت لها خالتها، فانطلقت بنت الأخ إلى أمها مسرورة، فقالت لهما أمها: ما قالت لك عمتك؟ فقالت: قالت لي خيرا ودَعَتْ لي، قالت: وكيف قالت لك؟ قالت: قالت جَفَّ حِجْرُك وطاب نَشْرك، قالت: أي بنية، ما دَعَتْ لك بخيرٍ، ولكن دعت بأن لا تشمي ولدا أبدا فيبل حجرك ويغير نَشْرَكِ، وانطلقت الأخرى إلى أمها، فقالت لها أمها: ما قالت لك خالتك؟ قالت: وما عَسَى أن تقول لي؟ دعَتْ الله علي، قالت: وكيف قالت لك؟ قالت: قالت أكَلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً، قالت: بل دعت الله لك يا بنية أن يكثر ولَدُكِ فينازعوك في المال ويقمشوك حطبا.

جَاء بالهَئ والجَئْ

جَاء بالهَئ والجَئْ:

أي بالطَّعام والشَّراب، وقال الأموي:
هما اسمان من قولهم "جَأْجَأْتُ بالإبل" إذا دعَوْتَهَا للشرب، و "هَأْهَأْتُ بها" إذا دعوتها للعَلَف، وقال بعضهم: هما بكسر الهاء والجيم، وأما قولهم "لو كان ذلك في الهَئ والْجَىْءِ ما نفعه" فهذان بالفتح، وأنشد:


وَمَا كَانَ عَلَى الْهِئِْ ... وَلاَ الْجِئِْ امْتِدَاحِيكَا


أي لم أمْدَحْكَ لجرِّ منفعة.

جِئْنِي بِه مِنْ حَسِّكَ وَبَسِّكَ

جِئْنِي بِه مِنْ حَسِّكَ وَبَسِّكَ:

ويروى "من عَسِّك وبَسِّك" أي ائْتِ به على كل حال من حيث شئت، وقال أبو عمرو: أي من جَهْدك، ويقال: لأطْلُبنه من حَسٍّي وبَسٍّي، أي من جَهْدي، وينشد:


تَرَكَتْ بيتي من الأشياء قَفْراً مثلَ أمْسِ ... 

                   كل شيء قد جمعت من حَسِّي وبَسِّي

الحَسُّ من الإحساس، والبَسُّ: التفريق، يقال: بَسَسْتُ المالَ في البلاد، أي فرقته. والمعنى من حيث تدركه بحاستك، أي من حيث تُبْصره، ومن روى "عَسِّك" فيجوز أن تكون العين بدلا من الحاء، ويجوز أن يكون من العَسِّ الذي هو الطَّلَب، أي من حيث يمكن أن يُطْلب، وبسك: أي من حيث تُدْرِكه بِرفْقِك، من أبَسَّ بالناقة إذا رَفَقَ بها عند الحلب، أو من حيث انْبَسَّتْ، أي تفرقت.

يضرب في استفراغ الوُسْع في الطلب حتى يعذر.

جَاِوْرمَلِكاً أَو بَحْراً

جَاِوْرمَلِكاً أَو بَحْراً:

يعني أن الغِنَى يُوجَدُ عندهما.
يضرب في التماس الْخِصْب والسَّعَة من عند أهلهما.

أَجْنَاؤُهَا أَبْنَاؤُهَا

 أَجْنَاؤُهَا أَبْنَاؤُهَا:

قال أبو عبيد: الأجناء: هم الْجُنَاة، والأبناء: البُنَاة، والواحد جَانٍ وبَانٍ، وهذا جميع عزيز في الكلام، أن يجمع فاعل على أفعال، قال: وأصل المثل أن ملكا من ملوك اليمن غزا وخَلَّف بنتاً، وأن ابنته أَحْدَثَتْ بعده بنياناً قد كان أبوها يكرهه، وإنما فعلت ذلك برأي قوم من أهل مملكته أشاروا عليها وزَيَّنوه عندها، فلما قدم الملك وأخبر بمَشُورَة أولئك ورأيهم أمرهم بأعيانهم أن يَهْدِموه، وقال عند ذلك: أَجْنَاؤُهَا أبناؤها، فذهبت مثلا.


يضرب في سُوءِ المَشُورَةِ والرأي، وللرجل يعمل الشيء بغير روِيَّة ثم يحتاج إلى نقض ما عمل وإفساده.


ومعنى المثل: إن الذين جَنَوْا على هذه الدار بالهَدْم هم الذين عَمَروها بالبناء.

اجْعَلُه فِي وِعَاءِ غَيْرِ سَرِبٍ

اجْعَلُه فِي وِعَاءِ غَيْرِ سَرِبٍ:

قال أبو عبيد: يضرب في كتمان السر وأصله في السِّقَاء السائل، وهو السَّرِبُ يقول: لا تُبْدِ سرَّك إبداء السقاءِ ماءه، وتقديره: اجعله في وِعاء غيرِ سَرِبٍ ماؤه. لأن السَّيَلان يكون للماء.

جَمِّعْ لَهُ جَرَامِيزَكَ

 جَمِّعْ لَهُ جَرَامِيزَكَ:

جَرَامِيز الرجل: جَسَده وأعضاؤه.
يضرب لمن يؤمر بالْجَلَد على العمل.
وجراميز الثور وغيرِه: قوائمهُ، يقال: ضَمَّ الثور جراميزه ليثب، قال الهُذَلي يصف حمار وَحْش:


وَأَصْحَمَ حَامٍ جَرَامِيزَهُ ... حَزَابيةَ حَيَدَى بالدِّحَالْ

اجْعَلْ ذلِكَ فِي سِرِّ خَمِيرَةٍ

اجْعَلْ ذلِكَ فِي سِرِّ خَمِيرَةٍ:

أي اكْتُمْ ما فعلت ولا تعلمه أحدا.

جَوِّعْ كَلْبَكَ يَتْبَعْك

جَوِّعْ كَلْبَكَ يَتْبَعْك:

ويروى (أجِعْ كلبك) وكلاهما يضرب في معاشرة اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به.


قال المفضل: أول من قال ذلك مَلِك من ملوك حِمْيَر كان عنيفا على أهل مملكته: يَغْصِبُهم أموالهم، ويَسْلُبهم ما في أيديهم، وكانت الكَهَنة تخبره أنهم سيقتلونه، فلا يَحْفِل بذلك، وإن امرأته سمعت أصوات السؤال فقالت: إني لأرْحَم هؤلاء لما يَلْقَوْن من الجَهْد، ونحن في العيش الرَّغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سِبَاعا، وقد كانوا لنا أتباعا، فرد عليها "جَوِّعْ كلبك يتبعك" وأرسلها مثلا، فلبث بذلك زمانا، ثم أغزاهم فغنموا ولم يَقْسِمْ فيهم شيئا، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وهو أميرهم: قد ترى ما نحن فيه من الجَهْد، ونحن نكره خروجَ المُلْكِ منكم أهلَ البيت إلى غيركم فساعِدْنا على قتل أخيك، واجلس مكانه، وكان قد عَرَف  بَغْيه واعتداءه عليهم، فأجابهم إلى ذلك، فوثَبوا عليه فقتلوه، فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول وقد سمع بقوله "جوع كلبك يتبعك" فقال: ربما أكل الكلب مؤدِّبه إذا لم ينل شبعه، فأرسلها مثلا.

جَاءَ فُلاَنٌ كَالْحَرِيقِ المُشْعَلِ

 جَاءَ فُلاَنٌ كَالْحَرِيقِ المُشْعَلِ:

هذا بفتح العين، إذا جاء مُسْرعا غَضْبان.

جَاء بِإِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ

جَاء بِإِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ:

بنتُ طَبَق: سُلَحْفاة تزعُم العرب أنها تبيض تسعا وتسعين بيضة كلها سَلاَحف وتبيض بيضة تنقف عن أسْوَد.


يضرب للرجل يأتي بالأمر العظيم.

جاءَ نَاشِراً أُذُنَيْهِ

جاءَ نَاشِراً أُذُنَيْهِ:

إذا جاء طامعا.

جارٌ كَجَارِ أَبِي دُاوَدٍ

جارٌ كَجَارِ أَبِي دُاوَدٍ:

يَعْنُون كَعْبَ بن مَامَةَ، فإن كعبا كان إذا جاوره رجُل فمات وَدَاه، وإن هلك له بعيرُ أو شاة أخْلَفَ عليه، فجاءه أبو دُوَاد الشاعر مجاوراً له، فكان كعبٌ يفعل به ذلك، فضربت العرب به المثلَ في حسن الجِوار، فقالوا: كجار أبي دُوَاد، قال قيس ابن زهير:


أطَوِّفُ ما أطَوِّفُ ثم آوِى ... إلى جَارٍ كجَارِ أبي دُوَاد


وقال طَرَفَة بن العبد:


إنِّي كَفَانِيَ مِنْ أمْرٍ هَمَمْت بِه ... جار كَجَارِ الْحُذَاقِيِّ الَّذِي اتَّصَفَا


الحذاقي: هو أبو دُوَاد، وحُذَاق: بطن من إياد، و"اتصف" يقال: معناه صار وَصْفا في الجود، يعني كعبا.

جاءَ القَوْمُ قَضُّهُمْ بِقَضِيضِهِمْ

جاءَ القَوْمُ قَضُّهُمْ بِقَضِيضِهِمْ:

أي كلهم، وقال سيبويه: ويجوز قَضَّهُمْ بالنصب على المصدر، قال الشاعر:


وجاءت سُلَيْمٌ قَضَّهَا بقَضِيِضها ... وجَمع عوال ما أدَقَّ وَأَلأَمَا

جَلَبَتْ جَلَبَةً ثُمَّ أقْلَعَتْ

 جَلَبَتْ جَلَبَةً ثُمَّ أقْلَعَتْ:

أي صاحت صيحة ثم أمسكت، ويروى بالحاء، ويقال: يراد بها السحابة تُرْعِد ثم لا تُمْطِر، وهو من الجَلَبة، يقال: جَلَب على فرسهِ يجلب جَلَبَةً إذا صاح به.


يضرب للجبان يتوعد ثم يسكت.

جَزَاءَ سِنِمَّارٍ

جَزَاءَ سِنِمَّارٍ:

أي جَزَاني جزاءَ سنمار، وهو رجل رومي بَنَى الخوَرْنَقَ الذي بظَهْر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فَخَرَّ ميتاً، وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلَه لغيره، فضربت العرب به المثلَ لمن يجزي بالإحسان الإساءة، قال الشاعر:


جَزَتْنَا بنو سَعْد بحُسْن فَعَالِنَا ... جَزَاء سِنِمَّارٍ وما كانَ ذَا ذَنْب


ويقال: هو الذي بنى أطمَ أحَيْحَةَ ابن الجُلاَح، فلما فرغ منه قال له أُحَيْحَة: لقد أحكمتَه، قال: إني لأعرفُ فيه حجرا لو نُزع لتقوَّضَ من عند آخره، فسأله عن الحجر، فأراه موضعه. فدفعه أحيحة من الأطم فخرّ ميتاً.