إعلان

أَجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ

أَجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ:

هذا مثل من أمثال أهل مكة، وذو العِمامةَ: سعيد بن العاص بن أمية، وكان في الجاهلية إذا لبس عمامةً لا يلبس قرشيٌّ عمامة على لَوْنها، وإذا خرج لم تبق امرأة إلا بَرَزَتْ للنظر إليه من جماله، ولما أفْضَتِ الخلافة إلى عبد الملك بن مروان خطب بنتَ سعيد هذا إلى أخيها عَمْرو بن سعيد الأشدق، فأجابه عمرو بقوله:


فَتَاةٌ أبوها ذو العِمَامة، وابنُهُ ...

                        أخوها، فما أكْفَاُؤها بكثير

وزعم بعض أصحاب المعاني أن هذا اللقب إنما لزم سعيدَ بن العاص كنايةً عن السيادة، قال: وذلك لأن العرب تقول "فلان مُعَمَّم" يريدون أن كل جناية يجنيها من تلك القبيلة والعشيرة فهي مَعْصُوبة برأسه، فإلى مثل هذا المعنى ذهبوا في تسميتهم سعيد بن العاص ذا العصابة وذا العمامة.

أَجْوَدُ مِنْ حَاتِمٍ

أَجْوَدُ مِنْ حَاتِمٍ:

هو حاتم بن عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَج، كان جواداً شجاعاً شاعراً مُظَفراً، إذا قاتل غَلَب، وإذا غنم نهب، وإذا سُئل وهب، وإذا ضَرَب بالقِداح سَبَق، وإذا أسَرَ أطلق، وإذا أثْرى أنفق، وكان أقسم بالله لا يقتل واحدَ أمه.


ومن حديثه أنه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة ناداه أسيرٌ لهم: يا أبا سَفَّانة، أكَلَنِي الإسار والقمل، فقال: ويحك! ما أنا في بلاد قومي، وما معي شيء وقد أسَأْتَنِي إذ نَوَّهْتَ باسمي ومالَكَ مَتْرَك، ثم ساوم به العَنَزِيين، واشتراه منهم، فخلاَّه وأقام مكانه في قِدِّه حتى أتى بفدائه، فأدَّاه إليهم.


ومن حديثه أن ماويَّةَ امرأةَ حاتم حدَّثت أن الناس أصابتهم سَنَة فأذهبت الخُفَّ والظلف، فبتنا ذاتَ لَيلةٍ بأشدِّ الجوع، فأخذ حاتم عديًّا وأخذْتُ سفَّانة فعلَّلْنَاهما حتى ناما، ثم أخذ يُعَللني بالحديث لأنام، فرققت له لما به من الجَهْد، فأمسكت عن كلامه لينام ويظن أني نائمة، فقال لي: أنِمْتِ؟ مراراً، فلم أجبه، فسكت ونظر من وراء الخِباء فإذا شيء قد أقبل فرفَع رأسَه، فإذا امرأة تقول: يا أبا سَفَّانة أتيتُكَ من عند صِبْية جِياع، فقال: أحضريني صبيانَكِ فوالله لأشْبِعَنَّهم، قالت: فقمتُ مُسْرِعة، فقلت: بماذا يا حاتم؟ فوالله ما نام صِبْيَانك من الجوع إلا بالتعليل، فقام إلى فَرَسه فذبَحه، ثم أجَّجَ نارا ودفع إليها شَفْرة، وقال: اشْتَوِي وكُلِي وأطْعِمِي ولدك، وقال لي: أيْقِظِي صبيتَكَ، فأيقظتهما ثم قال: والله إن هذا للؤم أنْ تأكُلُوا وأهلُ الصِّرْمِ (الصرم - بالكسر - جماعة البيوت) حالُهم كحالكم، فجعل يأتي الصِّرْمِ بيتا بيتا ويقول: عليكم النار، فاجتمعوا وأكلوا، وتَقَنَّع بكسائه وقَعَد ناحيةً حتى لم يوجد من الفرس على الأرض قليل ولا كثير، ولم يَذُقْ منه شيئاً.

أَجْرَأُ مِنْ ذُبَابٍ

أَجْرَأُ مِنْ ذُبَابٍ.

وذلك أنه يقع على أنفِ الملك، وعلى جفن الأسد، وهو مع ذلك يُذْادُ فيعود.

جَرْجَرَ لَمَّا عَضَّهُ الكَلُّوب

جَرْجَرَ لَمَّا عَضَّهُ الكَلُّوب:

الجَرْجَرَة: الصوت، والكَلُّوب: مثل الكُلاَّب وهو المِهْمَاز يكون في خُفِّ الرائِضِ يَنْخَسُ به جنبَ الدابة، وهذا مثل قولهم (دَرْدَبَ لما عَضَّهُ الثَّقَاف).


يضرب لمن ذل وخضع بعدما عز وامتنع.

جَلِيفُ أَرْضٍ مَاؤُهُ مَسُوسُ

جَلِيفُ أَرْضٍ مَاؤُهُ مَسُوسُ:

الجَلِيفُ من الأرض: الذي جَلَفَتْه السنَةُ، أي أخَذَتُ ما عليها من النبات، والمَسُوس: الماء العذب المَذَاقِ المريء في الدواب.


يضرب لمن حَسُنَتْ أخلاقه وقَلَّتْ ذاتُ يده.

جَاءَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ

جَاءَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ:

الفَرِيصَة: لُحْمة بين الثَّدْي ومرجع الكَتفِ، وهما فريصتان، إذا فزع الرجلُ أو الدابة أرْعِدَتَا منه.


يضرب للجَبَان يَفْزَع من كل شيء.

جَذَّ اللهُ دَابِرَهُمْ

جَذَّ اللهُ دَابِرَهُمْ:

أي استأصلهم وقطع بقيتهم، يعني كل من يخلفهم ويدبرهم، وقال:


آل المهلب جَذَّ الله دَابِرَهُمْ ...

                  أمْسَوْا رَمَاداً فلا أصْلٌ وَلاَ طَرَفُ

أي لا أصل ولا فرع.

جَفَّ حِجْرُكِ وطابَ نَشْرُكِ، أَكلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً

جَفَّ حِجْرُكِ وطابَ نَشْرُكِ، أَكلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً:

قال يونس بن حَبيب: كان من حديث هذين المثلين أن امرأة زَارَتْها بنتُ أخيها وبنت أختها، فأحسنت تزويرهما، فلما كان عند رجوعهما قالت لابنة أخيها: جفَّ حِجْرُكِ وطاب نَشْرُكِ، فسُرَّتِ الجارية بما قالت لها عمتها، وقالت لابنة أختها: أكَلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً، فوجدت بذلك الصبية وشق عليها ما قالت لها خالتها، فانطلقت بنت الأخ إلى أمها مسرورة، فقالت لهما أمها: ما قالت لك عمتك؟ فقالت: قالت لي خيرا ودَعَتْ لي، قالت: وكيف قالت لك؟ قالت: قالت جَفَّ حِجْرُك وطاب نَشْرك، قالت: أي بنية، ما دَعَتْ لك بخيرٍ، ولكن دعت بأن لا تشمي ولدا أبدا فيبل حجرك ويغير نَشْرَكِ، وانطلقت الأخرى إلى أمها، فقالت لها أمها: ما قالت لك خالتك؟ قالت: وما عَسَى أن تقول لي؟ دعَتْ الله علي، قالت: وكيف قالت لك؟ قالت: قالت أكَلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً، قالت: بل دعت الله لك يا بنية أن يكثر ولَدُكِ فينازعوك في المال ويقمشوك حطبا.

جَاء بالهَئ والجَئْ

جَاء بالهَئ والجَئْ:

أي بالطَّعام والشَّراب، وقال الأموي:
هما اسمان من قولهم "جَأْجَأْتُ بالإبل" إذا دعَوْتَهَا للشرب، و "هَأْهَأْتُ بها" إذا دعوتها للعَلَف، وقال بعضهم: هما بكسر الهاء والجيم، وأما قولهم "لو كان ذلك في الهَئ والْجَىْءِ ما نفعه" فهذان بالفتح، وأنشد:


وَمَا كَانَ عَلَى الْهِئِْ ... وَلاَ الْجِئِْ امْتِدَاحِيكَا


أي لم أمْدَحْكَ لجرِّ منفعة.

جِئْنِي بِه مِنْ حَسِّكَ وَبَسِّكَ

جِئْنِي بِه مِنْ حَسِّكَ وَبَسِّكَ:

ويروى "من عَسِّك وبَسِّك" أي ائْتِ به على كل حال من حيث شئت، وقال أبو عمرو: أي من جَهْدك، ويقال: لأطْلُبنه من حَسٍّي وبَسٍّي، أي من جَهْدي، وينشد:


تَرَكَتْ بيتي من الأشياء قَفْراً مثلَ أمْسِ ... 

                   كل شيء قد جمعت من حَسِّي وبَسِّي

الحَسُّ من الإحساس، والبَسُّ: التفريق، يقال: بَسَسْتُ المالَ في البلاد، أي فرقته. والمعنى من حيث تدركه بحاستك، أي من حيث تُبْصره، ومن روى "عَسِّك" فيجوز أن تكون العين بدلا من الحاء، ويجوز أن يكون من العَسِّ الذي هو الطَّلَب، أي من حيث يمكن أن يُطْلب، وبسك: أي من حيث تُدْرِكه بِرفْقِك، من أبَسَّ بالناقة إذا رَفَقَ بها عند الحلب، أو من حيث انْبَسَّتْ، أي تفرقت.

يضرب في استفراغ الوُسْع في الطلب حتى يعذر.

جَاِوْرمَلِكاً أَو بَحْراً

جَاِوْرمَلِكاً أَو بَحْراً:

يعني أن الغِنَى يُوجَدُ عندهما.
يضرب في التماس الْخِصْب والسَّعَة من عند أهلهما.

أَجْنَاؤُهَا أَبْنَاؤُهَا

 أَجْنَاؤُهَا أَبْنَاؤُهَا:

قال أبو عبيد: الأجناء: هم الْجُنَاة، والأبناء: البُنَاة، والواحد جَانٍ وبَانٍ، وهذا جميع عزيز في الكلام، أن يجمع فاعل على أفعال، قال: وأصل المثل أن ملكا من ملوك اليمن غزا وخَلَّف بنتاً، وأن ابنته أَحْدَثَتْ بعده بنياناً قد كان أبوها يكرهه، وإنما فعلت ذلك برأي قوم من أهل مملكته أشاروا عليها وزَيَّنوه عندها، فلما قدم الملك وأخبر بمَشُورَة أولئك ورأيهم أمرهم بأعيانهم أن يَهْدِموه، وقال عند ذلك: أَجْنَاؤُهَا أبناؤها، فذهبت مثلا.


يضرب في سُوءِ المَشُورَةِ والرأي، وللرجل يعمل الشيء بغير روِيَّة ثم يحتاج إلى نقض ما عمل وإفساده.


ومعنى المثل: إن الذين جَنَوْا على هذه الدار بالهَدْم هم الذين عَمَروها بالبناء.

اجْعَلُه فِي وِعَاءِ غَيْرِ سَرِبٍ

اجْعَلُه فِي وِعَاءِ غَيْرِ سَرِبٍ:

قال أبو عبيد: يضرب في كتمان السر وأصله في السِّقَاء السائل، وهو السَّرِبُ يقول: لا تُبْدِ سرَّك إبداء السقاءِ ماءه، وتقديره: اجعله في وِعاء غيرِ سَرِبٍ ماؤه. لأن السَّيَلان يكون للماء.

جَمِّعْ لَهُ جَرَامِيزَكَ

 جَمِّعْ لَهُ جَرَامِيزَكَ:

جَرَامِيز الرجل: جَسَده وأعضاؤه.
يضرب لمن يؤمر بالْجَلَد على العمل.
وجراميز الثور وغيرِه: قوائمهُ، يقال: ضَمَّ الثور جراميزه ليثب، قال الهُذَلي يصف حمار وَحْش:


وَأَصْحَمَ حَامٍ جَرَامِيزَهُ ... حَزَابيةَ حَيَدَى بالدِّحَالْ

اجْعَلْ ذلِكَ فِي سِرِّ خَمِيرَةٍ

اجْعَلْ ذلِكَ فِي سِرِّ خَمِيرَةٍ:

أي اكْتُمْ ما فعلت ولا تعلمه أحدا.

جَوِّعْ كَلْبَكَ يَتْبَعْك

جَوِّعْ كَلْبَكَ يَتْبَعْك:

ويروى (أجِعْ كلبك) وكلاهما يضرب في معاشرة اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به.


قال المفضل: أول من قال ذلك مَلِك من ملوك حِمْيَر كان عنيفا على أهل مملكته: يَغْصِبُهم أموالهم، ويَسْلُبهم ما في أيديهم، وكانت الكَهَنة تخبره أنهم سيقتلونه، فلا يَحْفِل بذلك، وإن امرأته سمعت أصوات السؤال فقالت: إني لأرْحَم هؤلاء لما يَلْقَوْن من الجَهْد، ونحن في العيش الرَّغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سِبَاعا، وقد كانوا لنا أتباعا، فرد عليها "جَوِّعْ كلبك يتبعك" وأرسلها مثلا، فلبث بذلك زمانا، ثم أغزاهم فغنموا ولم يَقْسِمْ فيهم شيئا، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وهو أميرهم: قد ترى ما نحن فيه من الجَهْد، ونحن نكره خروجَ المُلْكِ منكم أهلَ البيت إلى غيركم فساعِدْنا على قتل أخيك، واجلس مكانه، وكان قد عَرَف  بَغْيه واعتداءه عليهم، فأجابهم إلى ذلك، فوثَبوا عليه فقتلوه، فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول وقد سمع بقوله "جوع كلبك يتبعك" فقال: ربما أكل الكلب مؤدِّبه إذا لم ينل شبعه، فأرسلها مثلا.

جَاءَ فُلاَنٌ كَالْحَرِيقِ المُشْعَلِ

 جَاءَ فُلاَنٌ كَالْحَرِيقِ المُشْعَلِ:

هذا بفتح العين، إذا جاء مُسْرعا غَضْبان.

جَاء بِإِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ

جَاء بِإِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ:

بنتُ طَبَق: سُلَحْفاة تزعُم العرب أنها تبيض تسعا وتسعين بيضة كلها سَلاَحف وتبيض بيضة تنقف عن أسْوَد.


يضرب للرجل يأتي بالأمر العظيم.

جاءَ نَاشِراً أُذُنَيْهِ

جاءَ نَاشِراً أُذُنَيْهِ:

إذا جاء طامعا.

جارٌ كَجَارِ أَبِي دُاوَدٍ

جارٌ كَجَارِ أَبِي دُاوَدٍ:

يَعْنُون كَعْبَ بن مَامَةَ، فإن كعبا كان إذا جاوره رجُل فمات وَدَاه، وإن هلك له بعيرُ أو شاة أخْلَفَ عليه، فجاءه أبو دُوَاد الشاعر مجاوراً له، فكان كعبٌ يفعل به ذلك، فضربت العرب به المثلَ في حسن الجِوار، فقالوا: كجار أبي دُوَاد، قال قيس ابن زهير:


أطَوِّفُ ما أطَوِّفُ ثم آوِى ... إلى جَارٍ كجَارِ أبي دُوَاد


وقال طَرَفَة بن العبد:


إنِّي كَفَانِيَ مِنْ أمْرٍ هَمَمْت بِه ... جار كَجَارِ الْحُذَاقِيِّ الَّذِي اتَّصَفَا


الحذاقي: هو أبو دُوَاد، وحُذَاق: بطن من إياد، و"اتصف" يقال: معناه صار وَصْفا في الجود، يعني كعبا.

جاءَ القَوْمُ قَضُّهُمْ بِقَضِيضِهِمْ

جاءَ القَوْمُ قَضُّهُمْ بِقَضِيضِهِمْ:

أي كلهم، وقال سيبويه: ويجوز قَضَّهُمْ بالنصب على المصدر، قال الشاعر:


وجاءت سُلَيْمٌ قَضَّهَا بقَضِيِضها ... وجَمع عوال ما أدَقَّ وَأَلأَمَا

جَلَبَتْ جَلَبَةً ثُمَّ أقْلَعَتْ

 جَلَبَتْ جَلَبَةً ثُمَّ أقْلَعَتْ:

أي صاحت صيحة ثم أمسكت، ويروى بالحاء، ويقال: يراد بها السحابة تُرْعِد ثم لا تُمْطِر، وهو من الجَلَبة، يقال: جَلَب على فرسهِ يجلب جَلَبَةً إذا صاح به.


يضرب للجبان يتوعد ثم يسكت.

جَزَاءَ سِنِمَّارٍ

جَزَاءَ سِنِمَّارٍ:

أي جَزَاني جزاءَ سنمار، وهو رجل رومي بَنَى الخوَرْنَقَ الذي بظَهْر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فَخَرَّ ميتاً، وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلَه لغيره، فضربت العرب به المثلَ لمن يجزي بالإحسان الإساءة، قال الشاعر:


جَزَتْنَا بنو سَعْد بحُسْن فَعَالِنَا ... جَزَاء سِنِمَّارٍ وما كانَ ذَا ذَنْب


ويقال: هو الذي بنى أطمَ أحَيْحَةَ ابن الجُلاَح، فلما فرغ منه قال له أُحَيْحَة: لقد أحكمتَه، قال: إني لأعرفُ فيه حجرا لو نُزع لتقوَّضَ من عند آخره، فسأله عن الحجر، فأراه موضعه. فدفعه أحيحة من الأطم فخرّ ميتاً.

جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى القَرِىِّ

جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى القَرِىِّ:

أي جرى سيلُ الوادي فطَمَّ أي دَفَن يقال: طَمَّ السيلُ الركيةَ أي دفنها، والقَرِيُّ: مَجْرَى الماء في الروضة، والجمع أقْرِيَة وقِرْيَان، و"على" مِنْ صلة المعنى: أي أتى على القَرِيٍّ، يعني أهلكه بأن دفنه.
يضرب عند تجاوز الشر حده.

أَثْقَلُ مِنَ الزَّوَاقِي

أَثْقَلُ مِنَ الزَّوَاقِي:
 
قال محمد بن قُدَامة: سألت الفراء عنها فلم يعرفها، فقال جليس له: إن العرب كانت تَسْمُرُ بالليل، فإذا زَقَت الدِّيَكة استثقلتها لأنها تُؤْذِن بالصبح إذا زَقَتْ، فاستحسن الفراء قوله.

ثَبَتَ لِبْدُهُ

ثَبَتَ لِبْدُهُ:

يقال للرجل إذا دُعي عليه: ثَبَتَ لِبْدُه، وأثْبَتَ الله لِبْدَه، أي أدام له الشر. قلت: يمكن أن يراد باللبد ههنا لبد فرسه، فكأنه قال: ثبت لبده مكانه من الأرض، أي لا يلبد فرسه، وإذا لم يلبد فرسه لم يَرَ في رَحْله خَيْرا لأنهم يَجْلِبُونَ الخيرَ إلى أنفسهم من الغارة.

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ:
 
الجَرْدُ: الثوبُ الخَلَقُ.

يضرب لمن يطلب ما لا نفع له فيه.

ثَارَ ثَائِرُهُ

ثَارَ ثَائِرُهُ:
 
أي هاج ما كان من عادته أن يَهيج منه.
يضرب لمن يَسْتَطير غَضَباً.

ثَمَرَةُ الصَّبْرِ نجْحُ الظَّفَرِ

ثَمَرَةُ الصَّبْرِ نجْحُ الظَّفَرِ:
 
يضرب في الترغيب في الصبر على ما يكره.

ثُلَّ عَرْشُه

ثُلَّ عَرْشُه:
 
أي ذهَب عزُّه وساءت حالُه، يقال: ثَلَلْتُ الشيءَ، إذا هدمته وكسرته، قال القتيبي: للعرش ههنا معنيان: أَحَدُهما السريرُ والأسِرَّةُ للملوك، فإذا ثُلَّ عرشُ الملك فقد ذهب عِزُّهُ، والمعنى الآخر البيتُ ينصب من العِيدَان ويُظَلَّل، وجمعه عُرُوش، فإذا كسِرَ عرشُ الرجل فقد هلك وذلَّ.

الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى

الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى:
 
لأنها تَأْتَسِي بها في البُكَاء والْجَزَع.

ثَارَ حَابِلُهُمْ عَلَى نَابِلِهِمْ

ثَارَ حَابِلُهُمْ عَلَى نَابِلِهِمْ
 
الحابل: صاحب الْحِبَالة، والنابل: صاحب النَّبْل، أي اختلط أمرُهم، ويروى "ثاب" أي أوقدوا الشر إيقاداً.

يضرب في فساد ذَاتِ البَيْنِ وتأريثِ الشر في القوم.

تَقَلَّدَهَا طَوْقَ الحَمَامَةِ

تَقَلَّدَهَا طَوْقَ الحَمَامَةِ:
 
الهاء كناية عن الخَصْلة القَبيحة، أي تقلّدها تقلُّدَ طَوْقِ الحمامة، أي لا تُزَايله ولا تفارقه حتى يفارق طوقُ الحمامةِ الحمامةَ.

تَغَافَلْ كأَنَّكَ وَاسِطِيُّ

تَغَافَلْ كأَنَّكَ وَاسِطِيُّ: 
 
قال المبرد: أصله أن الحجاج كان يُسَخِّر أهلَ واسط في البناء، فكانوا يهربون وينامون وسط الغرباء في المسجد، فيجيء الشرطيّ ويقول: يا واسطيّ، فمن رَفَع رأسه أخذه وحَمَله، فلذلك كانوا يتغافلون.

تَضَرَّعْ إِلَى الطَّبيبِ قَبْلَ أَنْ تَمْرَضَ

تَضَرَّعْ إِلَى الطَّبيبِ قَبْلَ أَنْ تَمْرَضَ:
 
أي افتقد الإخوان قبل الحاجة إليهم، قاله لقمان لابنه.

تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ مِشْفَرِ الأسَدِ

تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ مِشْفَرِ الأسَدِ:
 
يضرب لمن تركْتَه عُرْضَةً للهلاك.

تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ شِرَاكِ النَّعْل

تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ شِرَاكِ النَّعْل:
 
أي في ضِيق حالٍ.

تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ خَدِّ الفَرَسِ

تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ خَدِّ الفَرَسِ:
 
أي تركته على طريق واضح مُسْتَوٍ.

تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حَتَّى تُدْرِكَ حَقَّكَ

تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حَتَّى تُدْرِكَ حَقَّكَ:
 
يقال:


إذا جِيَاد الْخَيْلِ جَاءَتْ تردِى ... مَمْلُوءَةً مِنْ غَضَبٍ وَحَرْدِ

  
ويقال: رجل حَارِد وحَرِد وحَرْدَان، أي غضبان، أي دُمْ على غيظك حتى تَثَّئِر (تثئر: تأخذ ثأرك، وأصله تتثئر) .

تَرَكْتُ دَارَهُمْ حَوْثاً بَوْثاً

تَرَكْتُ دَارَهُمْ حَوْثاً بَوْثاً:
 
أي أُثِيَرتْ بحوافر الدواب وخَرِبَتْ يقال: تركهم حَوْثاً بَوْثاً، وحَوْثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيْثَ، وحاثَ بَاثَ، إذا فرقهم وبدّدهم.

تَطْلُبُ ضَبَّاً وَهَذَا ضَبٌّ بَادٍ رَأسُهُ؟

تَطْلُبُ ضَبَّاً وَهَذَا ضَبٌّ بَادٍ رَأسُهُ؟
  
قال عطاء ابن مصعب: زعموا أن رجلين وَتَرا رجلا وكل واحد منهما يسمى ضبا، فكان الرجل يتهدَّد النائي عنه ويترك المقيم معه جُبْنا، فقيل له: تطلب ضبا يعني الغائب وهذا ضب بادٍ رأسُه يعني الحاضر. يضرب لمن يجبن عن طلب ثأره.

تأْبَى لَهُ ذَلِكَ بَنَاتُ أَلْبُبِي

تأْبَى لَهُ ذَلِكَ بَنَاتُ أَلْبُبِي:

 قالوا: بناتُ ألْبُب عُرُوقٌ في القلب تكون منها الرِّقَّة، قال الكُمَيْت:إليكم ذَوِى آلِ النَّبِيِّ تطَلَّعْت ... نَوَازُع من قلبي ظماءٌ وألْبُب
والقياس ألُبٌّ، فأظهر التضعيف ضرورة.

يضرب في الرقة لذوي الرحم.
 
قالوا: أصل هذا أن رجلا تزوج امرأة وله أُمّ كبيرة، فقالت المرأة للزوج: لا أنا ولا أنت حتى تُخْرِجَ هذه العجوز عنا، فلما أكثَرَتْ عليه احتملها على عُنقه ليلا، ثم أتى بها وادياً كثير السباع فرمى بها فيه. ثم تنكر لها، فمرَّ بها وهي تبكي، فقال: ما يبكيك با عجوز؟ قالت: طَرَحَنِي ابني ههنا وذهب وأنا أخاف أن يفترسه الأسد، فقال لها: تبكين له وقد فعل بك ما فعل؟ هلا تدعين عليه، قالت: تأبى له ذلك بَنَاتُ أُلْبُبي.


تَرِبَتْ يَدَاكَ

تَرِبَتْ يَدَاكَ:
 
قال أبو عُبَيد: يقال للرجل إذا قل ماله "قد تَرِبَ" أي افتقر حتى لَصِق بالتراب، وهذه كلمة جارية على ألسنة العرب يقولونها ولا يريدون وقوع الأمر، ألا تراهم يقولون: لا أَرْضَ لك، ولا أُمَّ لك، ويعلمون أن له أرضاً وأماً. قال المبرد: سمع أعرابي في سنة قَحْط بمكة يقول:


قد كُنْتَ تَسْقِيَنا فما بَدَا لَكَا ... رَبَّ العباد ما لَنَا ما لَكَا
أنزل علينا الغيث لا أبا لكا
 
قال: فسمعه سليمان بنُ عبد الملك فقال: أشهد أنه لا أبا له ولا أم ولا ولد.

تَطَعَّمْ تَطْعَمْ

تَطَعَّمْ تَطْعَمْ:
 
أي ذُقْ حتى يدعوك طعمُه إلى أكله.
يضرب في الحثِّ على الدخول في الأمر: أي ادْخُلْ في أوله يدعوك إلى الدخول في آخره ويرغبك فيه.

تَرَكْتُهْم فِي حَيْصٍ بَيْصٍ

تَرَكْتُهْم فِي حَيْصٍ بَيْصٍ (أو حِيصِ بِيصِ):
 
ويقال حَيْصِ بَيْصِ وحَيْصٍ بَيْصٍ، فالْحَيْص: الفرار، والبَوْص: الفَوْت، وحَيْص من بنات الياء، وبَيْص من بنات الواو، فصُيِّرت الواو ياء ليزدوجا.


يضرب لمن وقع في أمر لا مَخْلَص له منه فِرار أو فَوْتا.

تَحَمَّدِي يا نَفْسُ لا حَامِدَ لَكِ

تَحَمَّدِي يا نَفْسُ لا حَامِدَ لَكِ:
 
أي أظهر حمد نفسك بأن تفعل ما تُحْمَد عليه، فإنه لا حامد لك ما لم تفعله.

تَعْجِيلُ العِقابِ سَفَهٌ

تَعْجِيلُ العِقابِ سَفَهٌ:
 
أي إن الحليم لا يعجل بالعقوبة.

تمَامُ الرَّبِيِع الصَّيْفُ

تمَامُ الرَّبِيِع الصَّيْفُ:
 
أي تظهر آثار الربيع في الصيف كما قيل: الأعمال بخَوَاتيمها، والصيف المطر يأتي بعد الربيع.

يضرب في استنجاح تمام الحاجة.

أَبْوَلُ مِنْ كَلْبٍ

أَبْوَلُ مِنْ كَلْبٍ:
 
قالوا: يجوز أن يُرَاد به البول بِعَيْنه، ويجوز أن يراد به كثرة الولد، فإن البول في كلام العرب يكنى به عن الولد.


قلتُ (أي الميداني صاحب كتاب مجمع الأمثال):

وبذلك عَبَّرَ ابْنُ سيرين رؤيا عبد الملك بن مروان حين بَعَثَ إليه: إني رأيتُ في المنام أني قمتُ في محراب المسجد وبُلْت فيه خمس مرات، فكتب إليه ابنُ سيرين: إن صَدَقَت رؤياك فسيقومُ من أولادك خمسة في المحراب، ويتقلدون الخلافة بعدك، فكان كذلك.

أَبْطَشُ مِنْ دَوْسَرَ

أَبْطَشُ مِنْ دَوْسَرَ:
 
قالوا: إن دَوْسر إحدى كَتَائب النعمان بن المنذر ملك العرب، وكانت له خمس كتائب: الرهائن، والصنائع، والوضائع، والأشاهب، ودوسر.


 وأما الرهائن فإنهم كانوا خمسمائة رجل رَهَائن لقبائل العرب، يُقِيمون على باب الملك سنةً ثم يجيء بدلَهم خمسُمائة أخرى، وينصرف أولئك إلى أحيائهم، فكان الملكُ يغزو بهم ويُوَجِّههم في أموره.

وأما الصنائع فبنو قَيْس وبنو تَيْم اللاَّتِ ابني ثعلبة، وكانوا خَوَاصَّ الملك لا يَبْرَحُون بابه. وأما الوضائع فإنهم كانوا ألفَ رجلٍ من الفُرْس يضعهم ملكُ الملوك بالحِيرة نَجْدَةً لملك العرب، وكانوا أيضاً يقيمون سنةً ثم يأتي بدلَهم ألفُ رجلٍ، وينصرف أولئك.

 وأما الأشاهب فإخْوَةُ ملك العرب وبنو عمه ومَنْ يتبعهم من أعوانهم، وسموا الأشاهب لأنهم كانوا بيضَ الوجوه.

وأما دَوْسَر فإنها كانت أخْشَنَ كتائبه وأشدَّها بطشاً ونكاية، وكانوا من كل قبائل العرب، وأكثرهم من ربيعة، سميت دوسر اشتقاقا من الدَّسْر، وهو الطعن بالثقل، لثقل وطأتها، قال الشاعر:

ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فيهم ضربةً ... أثبتَثْ أَوْتاد مُلْكٍ فاستقر


أَبْرَدُ مِنْ جِرْبِياءَ

أَبْرَدُ مِنْ جِرْبِياءَ:
 
الجِرْبِيَاء: اسمٌ للشمال، وقيل لأعرابي: ما أشدُّ البردِ؟ فقال: ريح جِرْبِياء، في ظل عماء، غبَّ سماء. قيل: فما أطيبُ المِياه؟ قال: نُطْفة زرقاء، من سحابة غَرَّاء، في صَفَاة زَلاَّء. ويروى "بلاء" أي مستوية ملساء.

أَبْعَدُ مِنَ النّجْمِ، وَمِنْ مَنَاطِ الْعَيُّوقِ، وَمِنْ بَيْض الأَنُوقِ، وَمِنَ الكَوَاكِب.

أَبْعَدُ مِنَ النّجْمِ، وَمِنْ مَنَاطِ الْعَيُّوقِ، وَمِنْ بَيْض الأَنُوقِ، وَمِنَ الكَوَاكِب.
 
أما النجم فإنه يُرَاد به الثريا، دون سائر الكواكب، ومنه قول الشاعر:


إذا النَّجْمُ وافَى مَغْرِبَ الشمس أجحرت ... مقارى حيى وَاشْتَكَى العُذْرَ جَارُهَا

 
وأما العَيُّوق فإنه كوكب يطلُع مع الثريا، قال الشاعر:


وإن صُدَيّاً والمَلاَمة ما مشى ... لَكالنَّجْمِ وَالْعَيُّوق ما طَلَعَا مَعَا


صُدَى: قبيلة، أي هي أبدا مَلُومة، والملامة تمشي معها لا تفارقها.


وأما بَيْضُ الأنُوق فهو - أعني الأنوق - اسم للرخَمَة، وهي أبعد الطير وَكْرا، فضربت العرب به المثل في تأكيد بُعْدِ الشيء وما لا يُنَال، قال الشاعر:


وكُنْتُ إذا اسْتُودِعْتُ سرا كَتَمْتُهُ ... كبيض أَنُوقٍ لا يُنَال لها وَكْرُ

أبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ

أبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ:
 
واليَمَامة: اسمُها، وبها سمي البلد، وذكر الجاحظ أنها كانت من بنات لُقْمَان ابن عاد، وأن اسمها عنز،قال محمد بن حبيبَ: هى امرأة من جَدِيس كانت تُبْصِر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام، فلما قَتَلَتْ جَدِيس طَسْماً خرج رجل من طَسْم إلى حَسَّان بن تُبَّع، فاستجاشه ورَغَّبه في الغنائم، فجهَّز إليهم جيشا، فلما صاروا من جَوّ على مسيرة ثلاث ليلٍ صعدت الزرقاء فنظرت إلى الجيش وقد أُمِرُوا أن يحمل كل رجل منهم شجرة يستتر بها ليلبِّسُوا عليها، فقالت: يا قوم قد أتتكم الشَّجَر، أو أتتكم حمير، فلم يصدقوها، فقالت:


أقْسِمُ بالله لقد دَبَّ الشَّجَرْ ... أو حِمْيَر قد أخَذَتْ شيئا يجر

 
فلم يصدقوها، فقالت: أحلف بالله لقد أرى رَجُل، يَنْهَسُ كتْفاً أو يَخْصِفُ النعل فلم يصدقوها، ولم يستعدُّوا حتى صَبَّحهم حَسَّان فاجتاحهم، فأخذ الزرقاء فشقّ عينيها فإذا فيهما عُرُوق سود من الإثمِدِ، وكانت أولَ من اكتحل بالإثمد من العرب، وهي التي ذكرها النابغة في قوله:


وَاحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحيِّ إذْ نَظَرَتْ ... إلى حمامٍ سِرَاعٍ وارِدِ الثَّمَدِ

أَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ

أَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ:
 
هو قُسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار، الإيادي، وكان من حكماء العرب، وأَعْقَلَ من سُمِع به منهم، وهو أول من كَتَب "من فلان إلى فلان" وأول من أَقَرَّ بالبعث من غير علم، وأول من قال "أما بعد" وقد عُمِّر مائةً وثمانين سنة، قال الأعشى:


وَأَبْلَغُ من قُسِّ وأَجْرَى مِنَ الذي ... بِذِي الغيل مِنْ خفَّانَ أَصْبَحَ خَادِرَا

بُؤْساً لَهُ، وُتُوساً لَهُ، وَجُوساً لَهُ

بُؤْساً لَهُ، وُتُوساً لَهُ، وَجُوساً لَهُ:
 
كله بمعنى، فالبؤس الشدة، والتوس إتْبَاع له، والجوس الجوع.
يقال عند الدعاء على الإنسان.
وانتصَبَ كلها على إضمار الفعل: أي ألزَمَهُ الله هذه الأشياء.

بَلَغَ الغُلاَمُ الْحِنثَ

بَلَغَ الغُلاَمُ الْحِنثَ:
 
أي جرى عليه القَلَم، والِحْنثُ: الإثم، ويراد به ههنا المعصية والطاعة.

بِكُلِّ عُشْبٍ آثَارُ رَعْيٍ

بِكُلِّ عُشْبٍ آثَارُ رَعْيٍ:
 
أي حيث يكون المالُ يجتمع السؤال.

أَبادَ اللهُ خَضْرَاءَهُمْ

أَبادَ اللهُ خَضْرَاءَهُمْ:
 
قال الأصمعي: معناه أذهب اله نعمتَهم وخِصْبَهم، ومنهم من يقول: أباد الله غضراءهم، أي خَيْرَهم وخِصْبهم، وقال بعضهم: أي بهجَتَهم وحُسْنهم، وهو مأخوذ من الغَضَارة وهي البهجة والحسن، قال الشاعر:


احْثُوا التُّرابَ على مَحَاسِنِهِ ... وعلى غَضَارة وَجْهِهِ النَّضْرِ

بُغِيتُ لَكَ وَوُجِدْتَ لي

بُغِيتُ لَكَ وَوُجِدْتَ لي:
 
يضرب للمؤتلفين المتوافقين.

بَلَغَ مِنْهُ الْمُخَنَّقُ

بَلَغَ مِنْهُ الْمُخَنَّقُ:
 
وهو الْحَنْجَرَة والْحَلْق: أي بلغ منه الْجَهْدَ.

بَدَا نَجِيثُ القَوْمِ

بَدَا نَجِيثُ القَوْمِ:
 
أي: ظهر سرهم، وأصْلُ النَّجِيث ترابُ البئر إذا استخرج منها، جعل كنايةً عن السر، ويقال لتراب الهدف نجيث أيضاً، أي صار سرهم هَدَفاً يُرمَى.

بِكُلِّ وَادٍ أَثَرٌ مِنْ ثَعْلَبَةَ

بِكُلِّ وَادٍ أَثَرٌ مِنْ ثَعْلَبَةَ:
 
هذا من قول ثعلبيّ رأى من قومه ما يسوءه، فانتقل إلى غيرهم، فرأى منهم أيضاً مثل ذلك.

بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ

بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ:
 
هذا من قول طَرَفة بن العبد حين أمَر النعمان بقتله، فقال:


أبا مُنْذِر أفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنَا .. حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشر أهْوَنُ من بَعْضِ

 
يضرب عند ظهور الشرين بينهما تفاوت. وهذا كقولهم "إنَّ من الشر خِيارا".

بَلَغ في العِلْمِ أَطْوَرَيْهِ

بَلَغ في العِلْمِ أَطْوَرَيْهِ:
 
أي حَدَّيْه، يعني أوله وآخره، أي أقْصَى حدوده ومنتهاه.

بَيْنَهُمْ عِطْرُ مَنْشِمَ

بَيْنَهُمْ عِطْرُ مَنْشِمَ:
 
قال الأصمعي: مَنْشِم - بكسر الشين -  اسمُ امرأةٍ عطَّارة كانت بمكة، وكانت خُزَاعة وجُرْهم إذا أرادوا القتالَ تطيَّبُوا من طيبها، وإذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم، فكان يقال: أشْأَمُ مِنْ عِطْرِ مَنْشِمَ.


يضرب في الشر العظيم.

بَيْتِي يَبْخَلُ لاَ أَنَا

بَيْتِي يَبْخَلُ لاَ أَنَا:
 
قالته امرأة سُئلت شيئاً تعذَّر وجودُه عندها، فقيل لها: بَخِلْتِ، فقالت: بيتي يبخل لا أنا.

بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي

بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي:

هما الداهية الكبيرة والصغيرة، وكَنَى عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيهاً بالحيَّة، فإنها إذا كثر سمها صغرت لأن السم يأكل جَسَدها، وقيل: الأصل فيه أن رجلاً من جَدِيس تزوج امرأة قصيرة، فقاسى منها الشدائد، وكان يعبر عنها بالتصغير، فتزوج امرأة طويلة، فقاسى منها ضعف ما قاسى من الصغيرة، فطلقها، وقال: بعد اللَّتَيَّا والَّتِي لا أتزوج أبدا، فجرى ذلك على الداهية، وقيل: إن العرب تصغِّر الشيء العظيم، كالدُّهَيْم والُّلهَيْم، وذلك منهم رَمْز.

بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى

بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى:
 
هي جمع زُبْيَة. وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيلُ كان جارفا مُجْحفاً. يضرب لما جاوز الحد.

بَرِّقْ لِمَنْ لا يَعْرِفُكَ

بَرِّقْ لِمَنْ لا يَعْرِفُكَ:
أي هَدِّد مَنْ لا علم له بك، فإن من عرفك لا يعبأ بك.

والتبريق: تحديدُ النظر

آبَلُ مِنْ مالِكِ بِنْ زَيْدِ مَنَاةَ

آبَلُ مِنْ مالِكِ بِنْ زَيْدِ مَنَاةَ:
 
هو سبط تميم بن مرة، وكان يتحمَّقُ إلا أنه كان آبَلَ أهلِ زمانه، ثم إنه تزوج، فأورد الإبلَ أخُوه سعد ولم يحسن القيامَ عليها والرفق بها، فقال مالك:


أوْرَدَهَا سَعْدٌ وسعد مُشْتَمِلْ ... ما هكَذَا تُورَدُ يا سَعْدُ الإبِلْ



فأجابه سعد وقال:


تَظَلُّ يَوْمَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرَا ... وَهْيَ خَنَاطِيلُ تَجُوسُ الْخُضَرَا

أَنا ابْنُ كُدَيِّهَا وكَدَائِهَا

أَنا ابْنُ كُدَيِّهَا وكَدَائِهَا:
 
وكُدَى وكَدَاء: جبلان بمكة، والهاء راجعة إلى مكة أو إلى الأرض.


وهذا مثل يضربه مَنْ أراد الافتخار على غيره.

إذَا لَمْ تُسْمِعْ فَألْمِعْ

إذَا لَمْ تُسْمِعْ فَألْمِعْ:
 
أي إن عَجَزْتَ عن الإسماع لم تعجز عن الإشارة.

إِنّ أَخاكَ مَنْ آسَاكَ


إِنّ أَخاكَ مَنْ آسَاكَ:

يقال: آسيت فلانا بمالي أو غيره، إذا جعلته أُسْوَةَ لك، ووَاسَيْتُ لغة فيه ضعيفة بَنَوْهَا على يُوَاسي، ومعنى المثل إن أخاك حقيقةً مَنْ قدمك وآثَرَك على نفسه.


يضرب في الحثّ على مراعاة الإخوان.



 وأول من قال ذلك خُزَيم بن نَوْفل الهَمْداني، وذلك أن النعمان بن ثَوَاب العبديّ كان له بنون ثلاثة: سعد، وسعيد، وساعدة، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة، وكان يوصي بنيه ويحملهم على أدَبِه أما ابنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من شياطين العرب لا يُقَام لسبيله ولم تَفُتْه طَلِبَتهُ قطّ، ولم يفرَّ عن قِرْن. وأما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسؤدده. وأما ساعدة فكان صاحب شراب ونَدَامى وإخوان، فلما رأى الشيخ حالَ بنيه دعا سعدا وكان صاحب حرب فقال: يا بُنَي إن الصارم يَنْبو، والجواد يَكْبُوُ، والأثر يعفو، فإذا شهدت حرباً فرأيت نارها تستعر، وبطلها يحظر، وبحرها يزخر، وضعيفها ينصر، وجبانها يجسر، فأقْلِلِ المكث والانتظار، فإن الفرار غير عار، إذا لم تكن طالبَ ثار، فإنما ينصرون هم، وإياك أن تكون صَيْدَ رماحها، ونطيح نطاحها، وقال لابنه سعيد وكان جوادا: يا بني لا يبخل الجواد، فابذل الطارف والتِّلاد، وأقلل التَّلاح، تُذْكَرُ عند السماح، وأبْلُ إخوانك فإن وَفِيَّهم قليل، واصنع المعروف عند محتمله. وقال لابنه ساعدة وكان صاحب شراب: يا بني إن كثرة الشراب تفسد القلب، وتقلل الكسب، وتجدّ اللعب، فأبصر نَديمك، واحْمِ حريمك، وأعِنْ غريمك، واعلم أن الظمأ القامح، خير من الري الفاضح، وعليك بالقَصْد فإن فيه بلاغا.
ثم إن أباهم النعمان بن ثَوَاب توفي، فقال ابنه سعيد وكان جوادا سيدا: لآخذنّ بوصية أبي ولأبلُوَنَّ إخواني وثقاتي في نفسي، فعمد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خِبائه، وغَشَّاه ثوباً، ثم دعا بعض ثقاته فقال: يا فلان إن أخاك مَنْ وفَى لك بعهده، وحاطك بِرِفده، ونصرك بوده، قال: صدقت فهل حدث أمر؟ قال: نعم، إني قتلت فلاناً، وهو الذي تراه في ناحية الخِباء، ولابد من التعاون هليه حتى يُوَارَى، فما عندك؟ قال: يالَهَا سَوْأة وقعتَ فيها، قال: فإني أريد أن تعينني عليه حتى أغيبه، قال: لستُ لك في هذا بصاحب، فتركه وخرج، فبعث إلى آخر من ثقاته فأخبره بذلك وسأله مَعُونته، فردّ عليه مثل ذلك، حتى بعث إلى عَدَد منهم، كلهم يردّ عليه مثل جواب الأول، ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خُزَيم بن نَوْفل، فلما أتاه قال له: يا خُزَيم مالي عندك؟ قال: ما يسرّك، وما ذاك؟ قال: إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه مُسَجًّى، قال: أيْسَرُ خَطْبٍ، فتريد ماذا؟ قال: أريد أن تعينني حتى أغيبه، قال: هان ما فَزِعْتَ فيه إلى أخيك، وغلامٌ لسعيد قائم معهما، فقال له خزيم: هل اطلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا؟ قال: لا، قال: انظر ما تقول، قال: ما قلت إلا حقا، فأهْوَى خزيم إلى غلامه فضربه بالسيف فقتله، وقال: ليس عبدٌ بأخٍ لك، فأرسلها مثلا، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه، فقال: ويحك! ما صنعت؟ وجعل يلومه، فقال خزيم: إن أخاك من آساك، فأرسلها مثلا، قال سعيد: فإني أردْتُ تجربتك، ثم كشف له عن الكَبْش، وخبره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردوا عليه، فقال خزيم: سَبَقَ السيفُ العَذَلَ، فذهبت مثلا.

====================


تابعونا على تطبيق ( أمثال العرب وتفسيرها ):
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.myapp4

إنْ حالَتِ القَوْسُ فَسَهْمِي صائِبٌ

إنْ حالَتِ القَوْسُ فَسَهْمِي صائِبٌ:
 
يقال: حالت القوسُ تَحُول حُؤُولا إذا زالَتْ عن استقامتها، وسهم صائب: يصيب الغرض.


يضرب لمن زالت نعمته ولم تزل مروءته.

إذا جاءَتِ السَّنَةُ جاءَ مَعَهَا أَعْوَانُهَا

إذا جاءَتِ السَّنَةُ جاءَ مَعَهَا أَعْوَانُهَا:
 
يعني الجراد والذباب والأمراض، يعني إذا قَحِطَ الناسُ اجتمع البلايا والمحن.

إذا أَخْصَبَ الزَّمانُ جاءَ الغَاوِي وَالهاوِي

إذا أَخْصَبَ الزَّمانُ جاءَ الغَاوِي وَالهاوِي:
 
يقال: الغاوي الجراد، والغوغاء منه، والهاوي: الذباب تهوي أي تجيء وتقصد إلى الخِصْب. يضرب في ميل الناس إلى حيث المال.

إِنَّ الشقِيَّ يُنْتَحَي لَهُ الشّقِي

إِنَّ الشقِيَّ يُنْتَحَي لَهُ الشّقِي:
 
أي: أحدهما يُقَيَّضُ لصاحبه فيتعارفان ويأتلفان.

إِنّهُ لَشَدِيدُ النّاظر

إِنّهُ لَشَدِيدُ النّاظرِ:
 
أي بريء من التُّهمَةَ ينظر بملء عينيه.

إِذَا قُلْتَ لَهُ زِنْ، طَأطَأ رَأْسَهُ وَحَزِنْ

إِذَا قُلْتَ لَهُ زِنْ، طَأطَأ رَأْسَهُ وَحَزِنْ:
 
يضرب للرجل البخيل.

الإِينَاسُ قَبْلَ الإِبْسَاسِ

الإِينَاسُ قَبْلَ الإِبْسَاسِ:
 
يقال: آنَسَهُ أي أوْقَعَه في الأنس، وهو نقيض أوْحَشَه، والإبساس: الرِّفْقُ بالناقة عند الْحَلب، وهو أن يقال: بس بس، قال الشاعر:


وَلقَدْ رَفَقْتُ فَما حَلِيتُ بِطَائِلٍ ... لا ينفع الإبْسَاُس بِالإِينَاسِ


يضرب في المُدَاراة عند الطلب.

أخَذُوا طَرِيقَ الْعُنْصُلَيْنِ

أخَذُوا طَرِيقَ الْعُنْصُلَيْنِ:
  
طريقُ العنصلِ هو طريقٌ من اليمامة إلى البصرة.

يضرب للرجل إذا ضَلَّ.


قال أبو حاتم: سألتُ الأصمعي عن طريق العنصلين، ففتح الصاد وقال: لا يقال بضم الصاد. 

وتقول العامةُ إذا أخطأ الإنسان الطريقَ: أخذ فُلاَنٌ طريق العنصلين، وذلك أن الفرزدق ذكر في شعره إنسانا ضلّ في هذا الطريق فقال:

أرَادَ طَرِيقَ العُنْصُلَيْنِ فياسَرَتْ  بِه العِيسُ فِي نَائِي الصُّوَى مُتَشَائِم


أي متياسر، فظنت العامة أن كل مّنْ ضل ينبغي أن يقال له هذا، وطريق العنصلين طريق مستقيم، والفرزدق وصَفه على الصواب، فظن الناس أنه وصفه على الخطأ، وليس كذلك.

أخُوكَ أمِ اللَّيْلُ

أخُوكَ أمِ اللَّيْلُ:
 
أي المرئى أخوك أم هو سواد الليل.
يضرب عند الارتياب بالشيء في سواد وظلمة.


إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ

إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ:
 
أي إنما يجب أن تتمسك بإخاء مَنْ تَمَسَّكّ بإخائك.

أَنْتَ تَئِقٌ، وَأَنا مَئِقٌ، فَمَتَى نَتَّفِقُ؟

أَنْتَ تَئِقٌ، وَأَنا مَئِقٌ، فَمَتَى نَتَّفِقُ؟
 
قال أبو عبيد: التَّئِقُ السريعُ إلى الشر، والمئِق: السريعُ إلى البكاء، وقال الأصمعي: هو الحديد يعني التئق، قال الشاعر يصف كلباً:


أصْمَع الكَعْبين مَهْضُوم الْحَشَا ... سرطم اللَّحْيَيْن معاج تَئِقْ


والمَأَق بالتحريك: شبيه الفُوَاق يأخذ الإنسان عند البكاء والنَّشِيج، كأنه نَفَس يقلعه من صدره: وقد مَئِقَ مأقا. والتَّأق: الامتلاء من الغضب. يضرب للمختلفين أخلاقا.

أَنْتَ أعْلَمُ أَمْ مَنْ غُصَّ بِها

أَنْتَ أعْلَمُ أَمْ مَنْ غُصَّ بِها:
 
الهاء للُّقْمَة. يضرب لمن جرّب الأمور وعَرَفها.

إيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ

إيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ:
 
أي لا ترتكب أمراً تحتاج فيه إلى الاعتذار منه.

أهْلُ القَتِيلِِ يَلُونَهُ

أهْلُ القَتِيلِِ يَلُونَهُ:
 
قال أبو عبيد: يعني أنهم أشدُّ عنايةً بأمره من غيرهم.

إِنّ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ

إِنّ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ:
 
ويروى " فَاخْلِبْ" بالكسر، والصحيح الضم، يقال: خَلَبَ يَخْلُبُ خِلاَبة وهي الخديعة. ويراد به الْخُدْعَة في الحرب، كما قيل: نَفَاذُ الرأي في الحرب، أنفذ من الطعن والضرب.

أنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُها المُرَجَّبُ

أنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُها المُرَجَّبُ:
 
الْجُذَيْل: تصغير الْجِذْل، وهو أصل الشجرة. والمحكَّكُ: الذي تتحكك به الإبل الْجَرْبى، وهو عُود ينصب في مَبَارك الإبل تتمرَّسُ به الإبل الْجَرْبى. والعُذَيْق: تصغير العَذْق - بفتح العين - وهو النخلة، والمرجَّب: الذي جعل له رُجْبَة وهي دِعامة تُبْنَى حولَها من الحجارة، وذلك إذا كانت النخلة كريمةَ وطالت تخوَّفوا عليها أن تنقعر من الرياحِ العواصِفِ، وهذا تصغير يراد به التكبير، نحو قول لَبيد:


وكلُّ أناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُم ... دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرّ مِنْهَا الأنامل


يعني الموت.


قال أبو عبيد: هذا قول الْحُبَاب بن المنذِر بن الْجَمُوح الأنصاريّ، قاله يوم السَّقيفة عند بَيْعة أبي بكر، يريد أنه رجل يُسْتَشْفَي برأيه وعَقْله.

أنَا ابْنُ جَلا

أنَا ابْنُ جَلاَ:

يضرب للمشهور المتعالمَ، وهو من قول سُحَيم بن وَثيل الرِّياحيّ:


أنا ابْنُ جَلاَ وطَلاَّع الثَّنَايَا ... مَتَى أضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي

 
وتمثل به الحجاج على منبر الكوفة.


قال بعضهم: ابن جلا: النهار.

إذا ضَرَبْتَ فأَوْجِعَ وَإِذَا زَجَرْتَ فَأسْمِعْ

إذا ضَرَبْتَ فأَوْجِعَ وَإِذَا زَجَرْتَ فَأسْمِعْ:
 
يضرب في المبالغة وترك التَّواني والعَجْز.

إِذَا قَطَعْنَا عَلَمَاً بَدَا عَلَمٌ

إِذَا قَطَعْنَا عَلَمَاً بَدَا عَلَمٌ:
 
الجبلُ يقال له العَلَم: أي إذا فرغنا من أمر حَدَث أمر آخر.

إنَّ الكَذُوبَ قَدْ يَصْدُقُ

إنَّ الكَذُوبَ قَدْ يَصْدُقُ:
 
قال أبو عبيد: هذا المثل يضرب للرجل تكون الإساءة الغالبةَ عليه، ثم تكون منه الهَنَةُ من الإحسان.

إنَّ الْمَقْدِرَةَ تُذْهِبُ الْحفِيظَةَ

إنَّ الْمَقْدِرَةَ تُذْهِبُ الْحفِيظَةَ:

المَقْدِرة والمَقْدُرة: القدرة، والحفيظة: الغضب.


قال أبو عبيد: بلغنا هذا المثلُ عن رجل عظيم من قريش في سالف الدهر كان يطلب رجلا بِذَحْلٍ (الذحل - بفتح الذال وسكون الحاء - الثأر) فلما ظفر به قال: لولا أن المقدرة تذهب الحفيظة لانتقمت منك، ثم تركه.

إنَّ مَنْ لا يَعْرِفُ الوَحْيَ أحْمَقُ

إنَّ مَنْ لا يَعْرِفُ الوَحْيَ أحْمَقُ:
 
ويُروى الْوَحَى مكان الوَحْيِ.


يضرب لمن لا يَعْرف الإيماء والتعريضَ حتى يجاهر بما يراد إليه.

إنَّ الْجَوَادَ قَدْ يَعْثُرُ

إنَّ الْجَوَادَ قَدْ يَعْثُرُ:
 
يضرب لمن يكون الغالبُ عليه فعلَ الجميل، ثم تكون منه الزَّلَّة.

إنَّ الْحَديِدَ بالْحَدِيِدِ يُفْلَحُ

إنَّ الْحَديِدَ بالْحَدِيِدِ يُفْلَحُ:
 
الفَلْح: الشَّقُّ، ومنه الفلاَّح للحَرَّاث لأنه يشق الأرض: أي يُسْتعان في الأمر الشديد بما يشاكله ويقاويه.

إنَّ الجبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ

إنَّ الجبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ:
 
الحتفُ: الهلاك، وخص هذه الجهة لأن التحرُّزَ مما ينزل من السماء غير ممكن، يُشير إلى أن الحَتْفَ إلى الجَبَان أسرعُ منه إلى الشجاع، لأنه يأتيه من حيث لا مَدْفَع له.


يضرب في قلة نفع الحذر من القدر.





قال ابن الكلبي: أولُ من قاله عمرو ابن أمامة في شعرٍ له، وكانت مُرَادٌ قتلته، فقال هذا الشعر عند ذلك، وهو قوله:


لَقَدْ حَسَوْتُ الموتَ قبل ذَوْقِهِ ... إنَّ الجبانَ حَتْفُه مِنْ فَوْقِهِ

كُلُّ امْرِئٍ مُقَاتِلٌ عَنْ طَوْقِهِ ... وَالثَّوْرُ يَحْمِي أنْفَهُ بِرَوْقِه

وقوله "حسوت الموت قبل ذَوْقِهِ" الذوق: مقدمة الحَسْو، فهو يقول: قد وطنّت نفسي على الموت، فكأني بتوطين القلب عليه كمن لقيه صُرَاحا.

إنَّ الرَّثيئةَ تَفْثأُ الغَضَب

إنَّ الرَّثيئةَ تَفْثأُ الغَضَب:
 
الرثيئة: اللبنُ الحامض يُخْلَط بالحلو، والفَثْء: التسكينُ.
زعموا أن رجلا نزل بقوم وكان ساخِطاً عليهم، وكان مع سخطه جائعا، فسَقَوْهُ الرثيئة، فسكن غضبه.


يضرب في الهَدِيَّة تُورِث الوِفَاقَ وإن قلَّت.

إنَّ الجوَادَ عَيْنُهُ فُرَارُهُ

إنَّ الجوَادَ عَيْنُهُ فُرَارُهُ:
 
الفِرار بالكسر: النظر إلى أسنان الدابة لتعرُّفِ قدر سِنِّها، وهو مصدر، ومنه قول الحجاج "فُرِرْتُ عَنْ ذكاء" ويروى فُرَاره بالضم، وهو اسم منه.


يضرب لمن يدلُّ ظاهره على باطنه فيغني عن اختباره، حتى لقد يقال: إنَّ الخبيثَ عينه فُرَاره.

يداك أوكتا وفوك نفخ

يداك أوكتا وفوك نفخ:
 
ويضرب هذا المثل لمن يجنى على نفسه بأفعاله وأعماله، فهو بقصوره وتقصيره يتسبب فى إيذاء نفسه.


وأصل هذا المثل أن رجلا كان بجزيرة، فأراد أن يعبر على زقّ قد نفخ فيه، فلم يحسن إحكامه، حتى إذا توسط البحر خرج منه الهواء المضغوط، فغرق الزق، فاستغاث صاحب الزق برجل، فقال له: يداك أوكتا وفوك نفخ.